شاب لم يتجاوز الثلاثين سنة كان جنديا قبل أن يُفصل، هجرته فتاة كان ينوي الارتباط بها، وفضلت عليه شخصا آخر، فبدأ في اختيار الفتيات اللواتي يشبهنها في الشكل. عددهن وصل إلى 22 فتاة.والغريب أنه اعترف بأنه حاول التخلي عن الاعتداء عليهن، والاكتفاء بسرقتهن، إلا أنه كان يجد نفسه في كل مرة منجذبا إلى تفريغ حقده عليهن بسكين واضعا توقيعه على أجسادهن المكتنزة. أحالت الشرطة القضائية بمدينة سلا على محكمة الاستئناف مهووسا بالتلميذات خلق حالة من الهلع في عدد من المؤسسات التعليمية بتهم، من بينها تعدد السرقات والضرب والجرح العمدي الخطير بالسلاح الأبيض. تفاصيل سقوط المتهم، وهو جندي سابق يبلغ من العمر 30 سنة، جاءت بعد أن تقاطرت عدة شكايات على الدوائر الأمنية، تتعلق بشخص في العقد الثالث يركب دراجة نارية ويتربص ببعض المؤسسات التعليمية، مستهدفا على الخصوص التلميذات المكتنزات، حيث يقوم باعتراض سبيلهن، ويقوم بتجريدهن من الحلي والهواتف النقالة دون أن ينسى وضع توقيعه على أجسادهن بواسطة سكين، ويختار لذلك أماكن حساسة من الجسم، إما في الفخذ أو المؤخرة. العمليات التي نفذها المتهم، والتي تناقلتها ألسنة التلاميذ، خلقت حالة من الخوف بعدد من المؤسسات التعليمية وكذا في أوساط الأسر، خاصة أن بعض التلميذات أصبن بجروح خطيرة تطلبت في بعض الأحيان أزيد من 14 غرزة، ليتطور الأمر إلى مسيرة عفوية قام بها التلاميذ والآباء في اتجاه المنطقة الإقليمية للأمن من أجل طرح هذا الموضوع. مصالح الشرطة ومن أجل إيقاف المهووس بالتلميذات قامت بتجميع جميع المعطيات الواردة في الشكايات ومطابقتها، مع التركيز على الأوصاف التي أدلت بها الضحايا، اللواتي وصل عددهن إلى 22 ضحية، معظمهن تلميذات أو فتيات تتراوح أعمارهن ما بين 16 و22 سنة، ليتم فرض حراسة مشددة من طرف عناصر من الشرطة القضائية بزي مدني على امتداد الطريق التي تعود المتهم تنفيذ عملياته بها. الخطة التي وضعتها المصالح الأمنية أعطت نتائجها في اليوم الموالي بعد أن لاحظت عناصر الشرطة القضائية صاحب دراجة نارية يقوم بجولة مريبة بالقرب من مؤسسة تعليمية بحي مولاي إسماعيل، وتنطبق عليه الأوصاف المسجلة في الشكايات، فتم اعتقاله. وبعد تفتشيه، عثرت الشرطة بحوزته على سكين قبل أن يتم اقتياده إلى مقر الأمن. الغريب أن الجاني لم ينكر، بل شرع في سرد تفاصيل دقيقة عن العمليات التي نفذها، والأماكن التي كان يتربص بها، قبل الهجوم على ضحيته. وأشار في سياق تصريحاته إلى أنه كان يتعمد طعن الفتيات في أماكن محددة بالذات كنوع من الانتقام بعد أن هجرته فتاة كان ينوي الارتباط بها، وفضلت عليه شخصا آخر، وأنه كان يتعمد اختيار الفتيات اللواتي يشبهنها في الشكل. كما أضاف بأنه حاول التخلي عن الاعتداء عليهن، والاكتفاء بسرقتهن، إلا أنه كان يجد نفسه في كل مرة منجذبا إلى تفريغ حقده عليهن. وأكد المتهم أنه كان في سلك الجندية قبل أن يتم تسريحه بعد تورطه في ملف يتعلق بالسرقة الموصوفة، قضى على إثرها عقوبة سجنية وصلت إلى 5 سنوات، وبعد مغادرته أسوار السجن شرع في تنفيذ عملياته الإجرامية.