أصبح لظاهرة مصاصي الدماء في أكثر من بلد غربي أدبياتها، عبدتها وعشاقها. وفي مبيعات الروايات أو الأفلام السينمائية، تتربع النصوص أو الأشرطة التي تعالج الموضوع على رأس القائمة. يتلذذ القراء والمتفرجون بمصاصي الدماء واستحضار أرواح الجن التي تلاحق الإنس عند منتصف الليل، لشرب دمه. وتحولت ظاهرة مصاصي الدماء، و«الفودو» الإفريقية التي أحيتها بعض الروايات والأفلام، إلى طقس له مشتقاته من الأقمصة القطنية والخواتم والسلاسل والليالي السوداء التي يحييها العبدة والأتباع. لكن ما حدث يوم الجمعة الماضي في حدود الثالثة صباحا في بلدة لافيريار (6000 نسمة)، بمنطقة لي زيفلين بفرنسا، لا علاقة له بأحداث فيلم أو رواية زادُها الخيال، بل حادثة واقعية ودرامية، كادت تودي بحياة أحد عشر شخصا، قفزوا من النافذة على إثر «خوفهم من الشيطان». ولم يكن الشيطان في الواقع سوى شخص أسود أفاق من نومه عاريا في الثالثة صباحا لتفقد ابنته التي كانت تجهش بالبكاء. كان بالغرفة ما مجموعه 13 شخصا، متشبعين بطقوس الفودو، من حضرة وشطح وذبيحة، نائمين في نفس الغرفة. لما فتحوا أعينهم ورأوا الشخص عاريا في زي آدم ظنوا أنه الشيطان تمثل أمامهم. ومن الخوف، استل أحدهم سكينا ضرب به يد «الشيطان» بقوة. أما الباقون فألقوا بأنفسهم من النافذة. وقد لقيت فتاة كانت في يدي والدها حتفها، فيما أصيب الآخرون بكسور بليغة.