لم تكن (سميرة. ب) تعتقد أن لقاءها ب(سعيد.ح) سيكلفها أكثر مما كانت تتصور، ويجعلها تفقد أغلى ما تمتلكه كل بنت من بنات حواء، وتتحول حياتها إلى معاناة حقيقية يومية وكابوس مرعب بعد الاعتداء والاغتصاب، الذي ما كان سينتهي لولا تدخل فرقة أمنية تابعة للدائرة الأولى بمدينة قلعة السراغنة، التي قامت باعتقال الجاني يوم الخميس الماضي، وتحرير الضحية من قبضته، ثم إخضاعه لبحث معمق من قبل رجال الأمن، قبل أن تتم إحالته يوم أمس السبت الماضي على استئنافية مراكش واتهامه بالاحتجاز والاغتصاب والتعنيف. بدأ اللقاء بين الشابين بعرض من سعيد لسميرة بمرافقته إلى منزله الخاص. لكن قبولها بذلك حول عرضه «المغري» والمتمثل في قضاء «أوقات ممتعة» معها إلى احتجاز لها لمدة تقارب الستين يوما، تعرضت فيه، حسب مصدر جيد الاطلاع، للاغتصاب المتكرر والاعتداء الجسدي والتعنيف داخل المنزل الذي أضحى شبيها ب «السجن». اختفت (سميرة. ب)، وهي من مواليد 1978، عن الأنظار منذ الأيام الأولى لشهر رمضان الماضي، وتركت أمها، التي كانت تعيش معها بمفردها بحي القدس بمدينة قلعة السراغنة، في حيرة من أمرها، تبحث عنها عند صديقاتها دون جدوى. أما سعيد فخطط للإيقاع ب «فريسته» وإنجاز مهمة الاحتجاز بدقة شديدة، إذ بمجرد ما قبلت بمرافقته إلى مكان إقامته بحي جنان بكار بالمدينة حتى تيقن أن هدفه أضحى وشيكا. وقد رافق سعيد ضحيته إلى منزله حيث اعتاد أن «يفترس» ضحاياه. وهكذا أغلق باب المنزل على ابنة مدينة قلعة السراغنة، ولم يفتحه إلا بعد شهرين عندما اقتحم أفراد من الدائرة الأمنية الأولى المنزل الذي تحتجز فيه الضحية، لترى الأخيرة نور الشمس مرة أخرى بعدما حجب عنها محتجزها رؤية الناس والشمس. وقد تعرضت طيلة هذه المدة لاغتصابات متكررة وللضرب والتعنيف الجسدي. معاناة «سميرة» كانت ستطول أكثر من شهرين لو لم تتوصل المصالح الأمنية بالمدينة إلى إخبارية تفيد احتجازها من قبل «سعيد»، الذي كان يتفادى إثارة انتباه الجيران، ويبعد كل الشبهات عنه، وكل الشكوك عن المنزل بتصرفاته العادية. لكن الدائرة الأمنية الأولى التي كانت تنفذ عمليات إيقاف مبحوث عنهم في إطار جرائم جنائية، توصلت بمعلومات من أعوانها تفيد بأن سعيد، ذا السوابق في الاحتجاز والاغتصاب وهتك العرض والضرب والجرح يحتجز فتاة بمنزله. اتسم التحرك الأمني بالسرعة والمفاجأة، بتنسيق مع النيابة العامة، إذ باغت أفراد الشرطة الجاني بمنزله بعدما اقتحموه عليه حوالي الساعة السادسة صباحا من يوم الخميس الماضي وتمكنوا من اعتقاله وهو نائم، وتحرير الضحية من كابوس دام ما يقارب الستين يوما. و قد عرضت المحتجزة، وهي مطلقة كانت تسكن بحي جنان الشعيبي بالمدينة، على الطبيب الشرعي بمستشفى السلامة من أجل إجراء فحوصات حول الاعتداءات الجنسية التي تعرضت لها. كما سلمت للضحية شهادة طبية تثبت مدة عجزها، بينما تكلف أفراد الأمن بالدائرة الأمنية بتعميق البحث مع الجاني حول المنسوب إليه. وفي سياق آخر، أوقفت فرقة أخرى من نفس الدائرة زوال الخميس الماضي فتاتين قاصرين تتعاطيان الفساد أمام إعدادية عبد القادر القادري (البهجة سابقا). وتعمد الفتاتان إلى التنكر بزي تلميذات (وزرة) لإبعاد الشبهات عنهما، لكنهما تعرضان نفسيهما بطريقة مثيرة. وتبلغ (نورة .ج) 14 سنة وتنحدر من مدينة قلعة السراغنة، في حين تبلغ (لبنى. م) 17 سنة، وتنحدر من مدينة مراكش، وهي محل بحث من طرف أسرتها. وقد تم وضع القاصرين تحت المراقبة النظرية في انتظار عرضهما على أنظار النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بقلعة السراغنة.