حليب الأم هو أفضل غذاء للطفل الرضيع، وهو الغذاء الطبيعي لكل مولود، وخاصة في الأشهر الأولى من عمره، ولهذا يجب تشجيع كل الأمهات على الرضاعة الطبيعية، لِما لها من أهمية وفوائد، من أهمها أنه حليب جاهز، دوما، وبالحرارة المناسبة والكمية المناسبة، ولا يحتاج أي وقت لتحضيره، فهو يتدفق بمجرد وضع الطفل على ثدي الأم، وهو حليب طازج ونظيف وسهل الهضم وخالٍ من أي ملوثات جرثومية، وهذا يجعل الأطفال الذين يرضعون حليب أمهاتهم أقل عرضة للالتهابات المعوية وغيرها.. كما أن مشاكل الحساسية وعدم تحمُّل حليب البقر، التي نشاهدها عند أطفال القنينات، لا نشاهدها عند أطفال الرضاعة الطبيعية. وقد ثبت أن الكثير من الأعراض الشائعة في الأطفال (مثل الإسهال والنزيف المعوي والتقيؤ والمغص والإكزيما وغيرها) أقل شيوعا لدى الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية، كما أن الالتهابات التنفسية والدموية، مثل التهاب الأذن الوسطى وذات الرئة وتسمم الدم، والسحايا وجميع أمراض الحساسية والأمراض المزمنة، أقل شيوعا عند الأطفال الذين يرضعون من أمهاتهم، منها عند غيرهم... وبالنسبة إلى الفوائد المناعية، فإن حليب الأم يحتوي على أجسام مضادة (IGA) للبكتيريا والفيروسات، وهي تمنع المكروبات من الالتصاق بمخاضية الأمعاء وتقي الأطفال من مرض الإسهال وغيره، كما أنه يحتوي على مناعة عالية ضد مرض شلل الأطفال، ولذلك فإن من فوائد الرضاعة الطبيعية أنها تحمي الأطفال حتى من مخاطر اللقاح ضد شلل الأطفال، وهو الفيروس الحي المُضْعف، الذي سجلت حالات نادرة جدا بسببه (علما أن هذه الحالات النادرة لا تستدعي القلق ولا تؤثر على مصداقية اللقاح العالية)، كما أنه يحتوي على البالعات التي تلعب دورا مهما في التصدي للمسببات المرضية ومنع الالتهابات لدى الأطفال. كما أن حليب الأم غني بمادة «لاكتوفيرين»، وهي بروتين مرتبط بالحديد وله مفعول مثبط للبكتيريا وبشكل خاص «E.cdi» المسؤولة عن أغلب الْتهابات الأطفال. كما أن أنزيم «لايباز» (Lipase) القادم من حليب الأم، والذي يُنشَّط بواسطة الأملاح المصفية في أمعاء الأطفال يصبح قادرا على قتل الطفيليات المعوية، وبالتالي يحمي الطفل من الإسهالات الطفيلية «الجاريا» و»الأميبا» (Amebiasie et Giardiasis). وقد ثبت وجود مناعة في حليب الأم ضد مرض السل الرئوي، أيضا.
د. زهرة حنين
نادي الأم والطفل ينجز دراسة عن أهمية الرضاعة الطبيعية ينظم نادي «الأم والطفل»، المتخصص في مشاكل المرأة والطفل، يوم 23 أكتوبر 2010 في فندق «بلاص آنفا»، دورته الخامسة، والتي يخصصها هذه السنة لموضوع «الرضاعة الطبيعية. وتأتي هذه الدورة استجابة لرؤية طبية وضرورة اجتماعية، بعد ما أسفرت عنه دراسة وطنية أُنجزت ما بين سنة 2006 و2007، قُدِّمت خلالها معدلات وإحصاءات أبانت عن انخفاض مهول في فئة الأمهات المرضعات، حيث بلغت نسبة الأمهات اللواتي يُرْضعن أطفالهن رضاعة طبيعية، إلى غاية الشهر السادس من حياة الرضيع، 15 في المائة فقط. كما تم تسجيل تراجع نسبة الأمهات اللواتي يرضعن أطفالهن مباشرة بعد عملية الولادة إلى 52 في المائة. وستعرف الدورة يوما تحسيسيا سيُخصَّص لعموم المنخرطين في موقع النادي، كما سيعرف مشاركة مجموعة من ممثلي الحقل الطبي المغربي الخاص منه والعام.