اعتبر الموقع الإلكتروني «إيلاف»، وفق ما نقله عما أسماه مصدرا مطلعا، أن «قطر افتعلت أزمة التشويش في كأس العالم»، موجهة أصابع الاتهام إلى الأردن، بعد أن أبدى الأمير علي بن الحسين رغبته في دعم قطر له، لعزمه الترشح لمنصب نائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» عن قارة آسيا، بعد الدعم الخليجي والعربي له. وكشفت مصادر رسمية أردنية ل«ايلاف» عن إجراء انتخابات داخل الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، في السابع من شهر يناير المقبل، لاختيار نائب الرئيس، وتجري في قطر. وبما أن الاتحاد هو أعلى سلطة لكرة القدم، فقد أبدى الأمير علي بن الحسين رغبة في الترشح لهذا المنصب المهم. وتقول المصادر إن قطر «افتعلت» أزمة التشويش، الذي أصاب محطاتها الرياضية في مباريات كأس العالم، لتقف ضد ترشح الأمير علي لهذا المنصب. وتضيف أن «خيوط اللعبة القطرية بدأت من هذه النقطة»، فهي لا تريد دعم الأمير في الوصول إلى المنصب المذكور، خاصة أن القيادات الرياضية القطرية على علم بأن الدول العربية تدعم وتقف إلى جانب علي بن الحسين في مسألة الترشح، وفق المصادر. وفي رأي المصادر الأردنية، فقد «أثارت قطر قضية التشويش الذي حدث على بث مباريات نهائي كأس العالم وقالت إن مصدره الأردن وإن الأردن خصم لها، ما يجعل وقوفها ودعهما للمرشح الياباني مبرَّراً». وحسب ما أفادت المصادر، فإن «الرواية القطرية حول التشويش جاءت بعد أيام من اتصالات أجراها الأمير علي بن الحسين مع شخصيات قطرية لها نفوذها وحضورها في الاتحاد الآسيوي، لمعرفة رأيهم حول قرار ترشحه ودعمه، فيما أكدت المصادر أنه (الأمير) لم يحصل على جواب منهم، بحجة أنه سيتم ترتيب زيارة لبحث الأمر مع القطريين، وتحديدا رئيس الاتحاد الآسيوي، لكرة القدم، الشيخ محمد بن همام». وتقول المصادر: «ضمنيا، أدرك الأردن أن افتعال الأزمة رسالة واضحة حول كون قطر ستقف ضد ترشح الأمير على للمنصب وستدعم المنافس الآخر، وهو ياباني الجنسية. وقد شرعت في استغلال نفوذها الرياضي، خصوصا أنها تستضيف نهائيات كأس آسيا لكرة القدم وستجري الانتخابات داخل الاتحاد، ومن المؤكد أنه سيكون لقطر دور في نجاح أي مرشح، إذ إنه من المتوقع التأثير على الوفود من أجل إضاعة الفرصة على الأردن». ويقول محللون إن «ذريعة التشويش موقف لإحراج الأردن، عربياً ودولياً، بحكم أن الجمود والتوتر سيد الموقف بين البلدين، منذ عام 1999، وأن قطر تصر على المضي قدما نحو تصعيد الموقف مع الأردن وإحراجه. وما أكد النوايا القطرية إزاء الأردن وقضية الترشيح هو الرسالة التي أرسلتها قطر إلى الحكومة الأردنية، عبر البريد ونشرتها، إعلاميا، قبل إبلاغ الأردن رسميا بها». وتضمنت الرسالة القطرية طلباً صريحاً بتشكيل لجنة تحقيق دولية تضمّ «طرفي الأزمة» وخبراء دوليين وعضواً من اتحاد كرة القدم العالمي «الفيفا». وبخصوص التقارير والبيانات التي طلبت الحكومة الأردنية الاطلاع عليها، رفضت قطر هذا المقترح وحسمت المسألة. إن هذه الأدلة التي بحوزة القناة ستعرض على اللجنة، التي سيجري التوافق مع الأردن على تشكيلها ولن يطلع الأردن عليها، بصفته خصما. وحسب المصادر، فالحكومة الأردنية لن تسكت على قضية التشهير والإساءة إلى سمعة الأردن، كما أن هذا الأمر يُدرَس حاليا في أروقة مؤسسات الدولة التي تصر على الوصول إلى حقيقة الأمور وكشفها، لإيصال رسالة مفادها أن الأردن دولة تحترم القانون وستلاحق كل من يحاول تشويه صورتها، قانونيا ودوليا، بوقائع وأدلة حقيقية غير وهمية.