انتهت «صولات» و«جولات» مجموعة متخصصة في السرقة تحت التهديد باستعمال السلاح الأبيض بتدخل أمني أفضى إلى اعتقال جل أفرادها، لكن مخلفات الرعب التي أثارتها ب«تدخلاتها» لا زالت تساهم في «تضخيم» الصورة السلبية، التي يرسمها عدد من المواطنين بمدينة فاس عن «تردي» الوضع الأمني و«انتشار» المجرمين، بالرغم من أن السلطات الأمنية تعتبر بأن هذه الأعمال متفرقة ولا تدعو إلى القلق. وتتكون المجموعة من ثلاثة أشخاص، أحدهم يتحدر من مدينة تازة ويقطن بأحد الأحياء الشعبية بفاس، ولا يتجاوز عمره 26 سنة، بينما الثاني يبلغ من العمر 35 سنة، أما الثالث فيبلغ عمره 20 سنة. ويتقاسم هذا «الطاقم» «مسارا» حافلا في مجال السرقة تحت التهديد بالسلاح الأبيض. قبل سقوطهم في أيدي رجال الأمن في حالة تلبس وهم يحاولون سرقة سائق سيارة أجرة في وقت متأخر من الليل، كان هؤلاء قد سبق لهم أن نفذوا على الأقل خمس عمليات اعترفوا بها أثناء التحقيق معهم وحكوا بعضا من تفاصيلها الصادمة. ففي العملية الأولى، قام أفراد المجموعة باعتراض سبيل رجل بمدارات حي النخيل وسلبوا منه مبلغا ماليا حولوه إلى «وزيعة» قسموها بينهم أثناء خلودهم للراحة. أما العملية الثانية فقد اقترفوها في مدارات حي بنسودة الشعبي، حيث هجموا على صاحب سيارة خاصة كان متوقفا جنب الطريق، لكن محاولتهم سرقته باءت بالفشل، لأن السائق سرعان ما لاذ بالفرار وهو على متن السيارة بعدما تنبه لهم وأدرك الخطر المحدق به. كما قاموا أيضا بتنفيذ العملية الثالثة بالقرب من مقبرة حي للا سكينة، إذ نجحوا في اعتراض سبيل أحد المارة، حيث سلبوه ما بحوزته من مال تحت التهديد بالاعتداء عليه بالسلاح الأبيض، الذي أشهروه في وجهه. وانتقل هذا «الطاقم» المتخصص في اعتراض سبيل المارة إلى حي زواغة لتنفيذ العملية الرابعة، التي اعترضوا خلالها سبيل أحد المارة وسلبوا منه هاتفين نقالين ومبلغا ماليا. وقبل سقوطهم نفذوا عمليتهم الخامسة، إذ انتقلوا إلى حي للا سكينة، من جديد، ومنه انتقلوا إلى حي زواغة العليا. وأمام محطة الوقود استوقفوا سائق سيارة أجرة صغيرة وطلبوا منه أن ينقلهم إلى جهة طريق عين الشقف، وفي الخلاء وبالقرب من الطريق السيار عمدوا إلى الاعتداء على السائق وسلبوا منه هاتفه النقال ومبلغا ماليا كان بحوزته. ولم تتكلل محاولتهم السادسة مع سائق سيارة أجرة صغيرة بالنجاح. إذ بعد أن اعترضوا سبيل السائق في وقت متأخر من الليل وطلبوا منه أن ينقلهم إلى مركز المدينة على متن السيارة، قاموا بمحاصرته تحت التهديد بأسلحتهم البيضاء عندما وصلوا إلى منطقة مظلمة بالقرب من معمل كوطيف، لكن فرقة أمنية تمكنت من ملاحقتهم واعتقالهم وهم في حالة تلبس، وعثرت بحوزتهم على ثلاثة هواتف نقالة. وبعد اعترافهم بما اقترفوه و كذا بالعمليات السابقة، تم تقديمهم في حالة اعتقال إلى محكمة الاستئناف بتهم تكوين عصابة إجرامية متخصصة في السرقات المشددة بالليل وتعدد الجنايات والتهديد بالسلاح الأبيض.