- كيف تفسر لجوء بعض النساء إلى العنف ضد أزواجهن؟ تعود المجتمع على سماع العنف ضد الأطفال وضد النساء، لكن العنف ضد الرجال هو عنف جديد انضاف إلى اللائحة السابقة، رغم أنه أقل بكثير من العنف ضد النساء. والعنف ضد الرجال ليس بالضرورة عنفا جسديا، بل قد يكون عنفا لفظيا أو في الإحساس، وهو الشيء الذي يفقد العلاقة الزوجية طابع الاحترام الذي يجب أن يميزها. العنف عند المرأة يكون «شبه انتقام» من الزوج، الذي يهمل زوجته أو التزاماته الزوجية من قبيل غيابه المستمر عن المنزل أو معاشرته نساء أخريات خارج العلاقة الزوجية. والعنف لدى المرأة ينتج عن حالة اكتئاب، إذ تصبح سريعة الانفعال، وهو ما ينعكس سلبا على العلاقة الزوجية، ويمكن أن تكون المرأة مصابة بحالة دُهانية، وهي حالة هيجان تصل فيها المرأة إلى درجة تفقد معها وعيها الطبيعي وتوازنها العقلي ويمكن خلالها أن تقوم بأي تصرف أرعن. العنف اللفظي يقتل الاحترام داخل العلاقة الزوجية، والزوجة التي تعنف زوجها، كيفما كانت طبيعة التعنيف، تحطم قدسية العلاقة الزوجية، والأكثر من هذا أن العنف اللفظي الذي يمهد عادة للعنف الجسدي قد يدفع العلاقة الزوجية نحو الباب المسدود، مما ينتج عنه الطلاق، ويكون الأطفال أولى ضحايا هذا العنف، خاصة أنه يكون لهم نصيب من العنف الجسدي من طرف والدتهم بعد أن يتم تعنيف الزوج. - كيف تكون الوضعية النفسية للرجل المعنف؟ معروف أن الزوج هو الذي يكون معنًِّفا وليس معنَّفَا لأن المجتمع يتقبل ذلك. والعنف عموما يخلف اضطرابات نفسية ويفقد التركيز واضطرابات في النوم، واضطرابات في الشهية، بل قد يؤدي بالبعض إلى الوقوع في فخ تعاطي المخدرات والإدمان عليها، كما يمكن أن يدفع بصاحبه إلى ربط علاقات غير شرعية، والرجل بذلك يخلق لنفسه فسحة للهروب من العنف الذي تمارسه عليها زوجته ويبحث عن حضن في الشارع، بطريقة غير شرعية، لإشباع غريزيته الجنسية، ولتفريغ الضغط النفسي، خاصة أن الرجل المعنف يصل إلى مرحلة نفسية جد محطمة تجعله يفقد «رجولته»، خاصة إذا كان عاطلا عن العمل أو لديه مشكل ما يجعل الزوجة تنظر إليه بازدراء وتحقير. - وما تأثير العنف المتبادل بين الأزواج على نفسية الأبناء؟ العنف يؤثر على جميع أفراد الأسرة، والأطفال هم الحلقة الأضعف في المنظومة الأسرية، إذ يكونون أكثر تأثرا مما يدور في فلك المجتمع المصغر الذي يعيشون فيه. العنف يوَلد العنف، والطفل الذي ينمو ويترعرع في جو سمته الأساسية العنف وقهر الأحاسيس لا يمكن أن يكون إلا عنيفا، وهذا العنف قد يظهر معه ابتداء من اللحظة التي يعيش فيها، أو التي تولد فيها العنف بين والديه. كما أنه قد يظل مضمرا لديه لمدة طويلة إلى أن يؤسس أسرته الخاصة ويسقط العنف الذي كان بداخله، والذي كان يعانيه في صغره، بتفاصيله أو أكثر على أطفاله الذين هم أبرياء لا ذنب لهم، كما كان في وضعيتهم حين مارست عليه والدته العنف من قبل، بل إن بعض الأمهات ينتحرن في لحظة ضعف ويقتلن معهن أبناءهن الأبرياء.