وضع شخص يلقَّب في أحد أحياء المدينة القديمة لمراكش ب»بايو» حدا لعشيقته، بقتلها ووضع حد لحياتها، لا لشيء سوى للتخلص من الجنين الموجود في بطنها الذي كان ينتظر أجله للخروج إلى الوجود. حدث ذلك صباح يوم الجمعة الماضي، عندما هرعت مصالح الشرطة القضائية في مدينة مراكش صوب حي «الزرايب»، قرب سوق باب الخميس في المدينة العتيقة، فور توصلها بخبر العثور على جثة سيدة داخل عربة أحد باعة التمور، غارقة في دمائها. وفور وصول مصالح الأمن، التي كانت مرفوقة بنائب وكيل الملك، وانطلاق التحقيقات الأولية من قِبَل الشرطة العلمية في المدينة الحمراء، توصلت المصالح الأمنية إلى بعض المعلومات التي ستقودها إلى فك لغز الجريمة ومعرفة مرتكب هذا الفعل الشنيع. وحسب المعلومات الأولية التي حصلت عليها «المساء»، فإن الضحية، التي هي من مواليد سنة 1989، والأم لطفلة لم تتجاوز عقدها الثاني، كانت على علاقة بالجاني، الذي ما زال في حالة فرار، حيث أنجبت منه طفلتها الأولى، وينسب إليه الجنين، الذي كانت تنتظره الضحية بفارغ الصبر. وأوضحت مصادر «المساء» أن الضحية كانت على علاقة غير شرعية بالقاتل الهارب، الذي يعمل جزارا ويُلقّب ب«بايو»، وقد كانت على خلاف دائم معه، وزاد الجنين الذي تحمله الضحية «م. س.» في أحشائها من شرارة الخلاف، الذي كان ينشب بينهما من حين إلى آخر. لكن تشبث الضحية بالاحتفاظ بالجنين وتفكير «بايو» في التخلص منه بأي طريقة، ستجعل «شيطانه» يملي عليه اللجوء إلى القتل، لوضع حد لحياة عشيقته والجنين. وقد نفذ الجاني وسوسات شيطانه وقام بقتل عشيقته. وللتمويه على التحقيق وإخفاء معالم الجريمة، نقل جثة الضحية بعيدا عن البيت، الذي يُرجَّح أن يكون المسرح الذي نُفِّذت فيه الجريمة، حيث وضعها داخل عربة خاصة ببيع التمور، كانت متوقفة في ركن قريب من سوق الخميس واختفى عن الأنظار، فيما ما زالت التحقيقات والبحث جاريا عنه. وقد عُثِر على جثة الضحية، صباح يوم الجمعة، عندما شعر مالكها بأن شيئا ثقيلا يوجد داخلها يجعله يبذل مجهودا أكبر لدفعا، فما كان منه إلا أن أزال الغشاء الذي يضعه على العربة ليُصدم بمنظر جثة الفتاة غارقة في دمائها، فهرع إلى الاتصال بولاية الأمن القريبة من مكان الجثة للإخبار بالجريمة. وفيما ما تزال طريقة التخلص من «م. س.» غامضة، نظرا إلى استمرار الجاني في الفرار والتخفي عن الأنظار، فقد بدت آثار الدم والضرب والجرح على جثة الضحية. وسيكشف التشريح الطبي، الذي تشرف عليه الجهات القضائية والأمنية، بعضَ تفاصيل عملية القتل التي يَتّمَتْ الطفلة، التي تركتها الضحية وحيدة تصارع رحيل مصدر الحنان عنها.