استقبل مسؤولو فرع النقابة الوطنية للصحافة المغربية في الجهة الشرقية ومئات من المتضامنين من ممثلي فعاليات الهيآت السياسة والنقابية والحقوقية والمجتمع المدني والمواطنين (استقبلوا)، بباقة من الورود والشعارات، مناضلي جمعية الكرامة للدفاع عن حقوق الإنسان في شفشاون، التي قادت قافلة من المتضامنين انطلاقا من مدينة تطوان، مرورا بالحسيمة والناظور، والتي وصلت، في حدود الساعة الحادية عشرة من صباح أول أمس الأحد، أمام مقر فرع النقابة، قبالة ساحة 16 غشت في شارع محمد الخامس في مدينة وجدة. وقد نفذ المتضامنون مع المختطَف وقفة احتجاجية في عين المكان ردّدت خلالها مئات الحناجر الصارخة والغاضبة شعارات استنكارية وتنديدية باحتجاز مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، مطالبة بالإفراج الفوري عنه وتأمين سلامته وضمان حياته وتحرير باقي المحتجَزين في مخيمات العار في «تندوف» في الجزائر، من قبيل «مصطفى يا مولودْ، الصحراء رمز الخلودْ»، و«هذا عارْ هذا عارْ، ولد سلمى يُحاصَرْ»، و«مغرب الحريات، جزائر معسكراتْ»، و«تندوف شاهدة على الأفعال البائدة»، و«ولد سلمى ارتاح ارتاحْ، سنواصل الكفاحْ»... وقد انطلقت القافلة التي نظمها فرع النقابة الوطنية للصحافة المغربية، بشراكة مع جمعية الكرامة للدفاع عن حقوق الإنسان في شفشاون بعد ذلك، عبر الحافلات والسيارات، إلى المركز الحدودي المغربي -الجزائري «زوج بغال»، حيث تم تنفيذ وقفة احتجاجية صاخبة، رفع خلاها المتضامنون الرايات الوطنية وصور المناضل الصحراوي المغربي مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، المعتقَل السياسي فوق التراب الجزائري من طرف عصابة البوليساريو، تحت إشراف جنرالات العسكر الجزائري. كما تم ترديد الشعارات المُندِّدة بالموقف العدائي للنظام الجزائري تجاه المغرب ووحدته الترابية وما يتعرض له الصحافيون المغاربة من مضايقات كبيرة من لدن السلطات الجزائرية. وأشار منسق جمعية الكرامة للدفاع عن حقوق الإنسان، في كلمته التي ألقاها بالمناسبة، إلى أن القافلة التضامنية جاءت من أقصى شمال المملكة للتعبير عن التضامن مع المناضل الكبير مصطفى سلمى ومؤازرته، وهو الذي أبان عن شجاعته وجرأته بعودته إلى مخيمات الذل والعار والقهر في تندوف في الجزائر، بعد أن جهر بموقفه النبيل الداعم لمقترح المغرب المتعلق بالحكم الذاتي للصحراء المغربية، والذي اقتنع به، رافعا كلّ التحديات والمخاطر. وفي كلمته، ندّد كاتب فرع النقابة الوطنية للصحافة المغربية في الجهة الشرقية باعتقال مصطفى سلمى وناشد المنتظَمَ الدولي التدخل العاجل لإطلاق سراح ولد مولود، مع ضمان حقه في التعبير عن رأيه. وبالمناسبة، ألقى محمد سلمى، شقيق المصطفى سلمى ولد سيدي مولود، كلمة في الجمع الحاشد، عبر الهاتف، حمّل فيها المسؤولية للنظام الجزائري الذي اعتقل شقيقه مصطفى، الذي تحول إلى بطل ورمز تفتخر به أسرته الصغيرة وعائلته المغربية الكبيرة. كما ثمّن الوقفات الاحتجاجية التي يقوم بها إخوانه في المغرب والمتضامنون معه والتي ترفع من معنوياته وتزيد من حماسه وصموده للتصدي للظلم والقهر، يسجّل بها صفحات في تاريخ للمغرب. وأشار إلى أن معتقِلي أخيه وجلاديه يُعنِّفونه ويُعذِّبونه، لصدّه عن مواقفه. كما صرح بأن رئيس عصابة مرتزقة البوليساريو وأزلامها يبحثون في إسبانيا عن أجانب يشترونهم لمحاكمة شقيقه، بعد أن نصبوا محكمة لا يعترف بها شقيقه، بحكم أنه لم يرتكب جرما، إذ عبّر فقط عن قناعته ودعمه للحلّ المقترَح في شأن قضية الصحراء المغربية، وهو الحكم الذاتي الذي أعلن عنه الملك محمد السادس، والذي يتبناه جلّ الصحراويين: «أنا شخصيا لا أريد أن أنفصل عن هذا الشعب وأنا من المؤيدين لمغرب واحد متّحد، مغرب الصمود والتصدي، أحييكم من مقامي هذا وأقول لكم إننا جدّ فخورين بهذه المؤازرة وبهذا الدعم من كافة الشعب المغربي». وفي الأخير، تمت تلاوة بيان الوقفة الاحتجاجية، الذي تضمن استنكار المحتجين وتنديدَهم بالنظام الجزائري وسياسته العدوانية وصنيعتها طغمة البوليساريو، محمّلين إياهما مسؤولية سلامة مصطفى سلمى ومطالبين بإطلاق سراحه ومناشدين المنظمات الدولية التدخل العاجل لحمايته مما قد يتعرض له من سوء ومكروه يمس بحقوقه وكرامته وحياته. يشار إلى أن فرع النقابة الوطنية للصحافة المغربية في الجهة الشرقية أعلن عن تجنيد شبكة من المحامين في الجهة للدفاع عن مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، في الجزائر وفي أي مكان، ضد كلّ محاولة تطال هذا المناضل المغربي الباسل. ومن جهة أخرى، قام المحاميان الأستاذ نور الدين بوبكر والأستاذة سليمة فراجي بتشكيل خلية سينضم إليها مجموعة من رجال القانون للدفاع عن قضية مصطفى سلمى.