لم يكن «عبد الكريم.م» يعلم أن نومه داخل صندوق الحافلة المخصصة لنقل المسافرين على الطريق الرابطة بين مدينتي مراكش والدارالبيضاء، والتي اعتاد على سياقتها يوميا، سيكون هو الأخير الذي لن يستفيق منه، تاركا وراءه العديد من التخمينات والتأويلات حول أسباب وفاته. إذ لم تمهل الأزمة النفسية التي دخل فيها السائق الشاب بعد أن سحب منه أحد رجال الأمن بمدينة مراكش الحمراء رخصة السياقة أكثر من 45 دقيقة ليفارق بعدها الحياة. وقد لقي السائق المنحدر من مدينة الدارالبيضاء حتفه وهو نائم بالصندوق الحديدي للحافلة «كُوْفَرْ» صباح يوم الخميس الماضي بالقرب من المحطة الطرقية بالمنطقة الإدارية باب دكالة. وقد عثرت مصالح الوقاية المدنية بالمدينة الحمراء على جثة المدعو قيد حياته «عبد الكريم.م» بصندوق الحافلة، التي تشتغل على الخط الرابط بين مدينتي مراكش والبيضاء، والتي كانت متوقفة أمام الواجهة الخلفية لمتاجر «أسواق السلام» المقابلة للمحطة الطرقية باب دكالة بمدينة مراكش. وحسب معلومات حصلت عليها «المساء» من مصادر مطلعة فإن السائق الشاب الذي كان يبلغ، قيد حياته، 36 سنة، ويقطن بدرب السلطان بمدينة الدارالبيضاء، لم يتقبل سحب رخصة السياقة منه حوالي الساعة السادسة صباحا من يوم الخميس الماضي، فتدهورت حالته النفسية بشدة، ليتوجه بعدها صوب الصندوق المخصص لوضع حقائب الركاب «كُوفَرْ» والغمة تعم قلبه، ويفتحه لينام فيه، بعد الصدمة التي تلقاها من رجال شرطة المرور، لكن نومه طال داخل المكان الخطير ليبادر أحد زملائه في الحافلة إلى فتح الصندوق، ومحاولة إيقاظه من النوم، لكن محاولات «الكريسون» لم تنفع، ليتأكد حينها أن السائق انتقل إلى عفو الله، ليقوم بالاتصال بمصالح الوقاية المدنية، والشرطة القضائية بمراكش، التي فتحت تحقيقا في الحادث، بينما تم نقل الجثة إلى مستودع الأموات القريب من مكان وفاة «عبد الكريم.م». هذا وعلمت «المساء» أن النيابة العامة أمرت بفتح تحقيق دقيق لتحديد ملابسات الموت المفاجئة للسائق البيضاوي، ومن المنتظر أن يكشف تشريح جثة الهالك حقيقة أسباب وفاته.