يعيش فريق اتحاد طنجة لكرة القدم وضعا شبه كارثي في التسيير وفي اعتماداته المالية، خصوصا بعد أن وصل إلى حد التهديد بإعلان اعتذار عن إجراء مبارياته. وعلى الرغم من أن لاعبي الاتحاد يطالبون، منذ أسابيع، بمنحهم مستحقاتهم المادية، فإنهم استطاعوا العودة من مدينة المحمدية بتعادل ثمين أمام الشباب المحلي، وذلك في إطار الدورة الرابعة لبطولة القسم الوطني الثاني، وبالتالي صعد الفريق إلى الصف السادس عشر في أسفل الترتيب برصيد أربع نقاط. وكان فريق اتحاد طنجة وصل ساعات قليلة قبل بداية المباراة إلى مدينة المحمدية، حيث كان قريبا من إعلان اعتذاره عن إجراء هذه المباراة بسبب المشاكل المالية التي يتخبط فيها منذ شهور. ورفض اللاعبون السفر إلى مدينة المحمدية من أجل خوض هذه المقابلة حتى يؤدي مسؤولو الفريق مستحقاتهم المالية، خاصة التعويضات الشهربة، غير أن مصادر مطلعة أكدت أن ضغوطات مورست على اللاعبين من أجل خوض هذه المباراة، تفاديا لأزمة جديدة يمكن أن يتسبب فيها الاعتذار عن اللعب. وكان المكتب المديري لفريق اتحاد طنجة عقد ندوة صحفية الأسبوع الماضي، واعتقد الجميع أنه سيعلن فيها حل الفريق وتسليمه للسلطات المحلية من أجل إدارته أو إحداث «انقلاب» على المكتب المديري، إلا أن رؤساء الفروع حضروا إلى مركب الزياتن، حيث أقيمت الندوة الصحفية، من أجل إخبار الصحفيين والرأي العام بأن فريق اتحاد طنجة يعيش أزمة مالية خانقة، وأنه يهدد بالخروج من جميع المنافسات والبطولات. وظهر رئيس فريق اتحاد طنجة، عادل الدفوف، وإلى جانبه رئيس المكتب المديري، إبراهيم الذهبي، خلال هذه الندوة، وكأنهم يريدون التأكيد على أن لا وجود لمشاكل بينهما، وأن المشكلة الوحيدة هي عدم وجود سيولة مالية تخرج الفريق من المأزق الذي يعيشه على مستوى جميع فروعه. غير أن الأخبار القادمة من المكتب المسير تؤكد وجود صراعات قوية بين الطرفين، وأن الرئيس الحالي ظل يطالب برحيل الذهبي عن المكتب المديري، لأن عددا من رجال الأعمال يرفضون دعم الفريق بسبب وجود الذهبي على رأس المكتب المديري. وفي الوقت الذي كان مسؤولو الفريق يتحدثون خلال هذه الندوة الصحفية عن المشاكل المادية، فإن لقاء مماثلا كان يعقد في الكواليس ويخطط أصحابه لجمع التوقيعات الكافية للإطاحة برئيس المكتب المديري، بسبب احتجاج الفروع على تدبيره طيلة السنوات السابقة لجميع فروع الاتحاد الرياضي لطنجة. من جهتها، رفضت السلطات المحلية التدخل من أجل وضع حد لأزمة الفريق، وقالت مصادر مطلعة ل «المساء» إن الوالي رفض رفضا مطلقا التدخل لحل مشكلة اتحاد طنجة، وهو ما أثار استغراب عدد من المتتبعين للشأن الرياضي المحلي بمدينة طنجة. وكان أنصار ومحبي فريق اتحاد طنجة طالبوا في المباراة السابقة التي جرت فوق أرضية ملعب «مرشان» ضد فريق سطاد المغربي، بتدخل الملك محمد السادس لحل مشكلة الفريق وإعادة الأمور إلى نصابها. وفي ظل رفض عدد من الجهات منح دعم مالي لفريق اتحاد طنجة لكرة القدم، فإن الأيام المقبلة ستشهد تصعيدا من قبل اللاعبين في حالة عدم توصلهم بمستحقاتهم، وهو ما سيكون له تأثير كبير على المباريات المقبلة.