سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مستخدمو نادي المغرب الفاسي «يقتحمون» مقر إدارتهم للمطالبة بإنقاذهم من الفقر يولون إن محاضر مع الإدارة لم تنفذ ويعانون من رواتب هزيلة دون توفر أي حماية قانونية
اضطر ما يقرب من 27 مستخدما بجمعية نادي المغرب الرياضي الفاسي، يوم الخميس الماضي، إلى «اقتحام» مقر إدارة النادي بإحدى البنايات الفارهة حديثة العهد بالبناء، للمطالبة بالاعتراف القانوني بهم في صناديق الضمان الاجتماعي ومنحهم الحد الأدنى للأجور وتوفير التغطية الصحية لهم. وقال هؤلاء المستخدمون، الذين يعمل بعضهم في حانة تابعة للنادي، بينما يتوزع آخرون بين المدرسة والفريق الأول والإدارة، إن «ما يسمى برواتبهم لم تؤد لهم منذ حوالي شهرين، ما جعلهم يعانون من أزمات اجتماعية خانقة جراء تردي أوضاعهم المادية». وأكد أحد هؤلاء بأن «الرواتب» التي يتقاضونها من إدارتهم لا تتعدى، في أحسن الأحوال، سقف 1500 درهم، وهي رواتب هزيلة تستوجب من السلطات التدخل بحزم لإنقاذ هذه الشريحة من الضياع، حيث إنه باعتماد هذا المبلغ لا يمكن لهم أن يوفروا حتى ضروريات الحياة، وأولها تأمين السومة الكرائية ومصاريف المأكل والمشرب. وأضاف أغلب هؤلاء المستخدمين أنهم أمضوا ما يقرب من ثلاثين سنة في العمل لفائدة النادي، وأنهم وجدوا أنفسهم، بعد أن تقدموا في العمر وأصبحوا عاجزين عن البحث عم عمل آخر في مؤسسات أخرى، مجبرين على الاستمرار في العمل به رغم كل الظروف «القاسية» التي يعملون فيها. وأضاف المتضررون أنهم لم يجدوا سبيلا للتنديد بما يعيشونه من أوضاع سوى خوض إضرابات باسم نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب من أجل تحسين وضعهم الاجتماعي. وقررت إدارة الفريق، منذ 15 شتنبر الجاري، إغلاق الحانة التي يعمل بها بعض هؤلاء دون إخبار المستخدمين بالقرار ولا بملابساته. وأخبرت الإدارة السلطات الأمنية بهذا القرار، موردة أنها ستعاود إخبار السلطات لاحقا بأمر إعادة فتحها. وتدر هذه الحانة، طبقا لتصريحات مستخدميها، أموالا مهمة للفريق الرياضي الفاسي، لكن العمال لا يستفيدون من هذه المداخيل. ويعود آخر محضر أجبرت إدارة النادي على توقيعه مع مستخدميها إلى 8 نونبر 2005، ويتحدث المحضر عن اجتماع بين الطرفين رعته السلطات الإدارية والأمنية تم خلاله الاتفاق على احترام اتفاق سبق أن أبرمه الطرفان يوم 16نونبر 2004 بمقر مفتشية الشغل، وذلك إلى جانب الالتزام بتسوية وضعية جميع العمال فيما يتعلق بالتصريح لدى صندوق الضمان الاجتماعي، وتطبيق ما تنص عليه مدونة الشغل. واستأنف المضربون العمل رغم أن الإدارة لم تطبق أي بند من البنود التي وعدت بالالتزام بها وتنفيذها بحضور السلطات. وعاد المستخدمون بعد حوالي خمس سنوات من الصمت إلى الاحتجاج عبر «اقتحام» مقر إدارتهم والدخول في اعتصام مفتوح، بينما واصلت السلطات الإدارية وبعض المسؤولين في مكتب النادي محاولاتهم من أجل إقناع المحتجين بأهمية الدخول في جلسات حوار جديدة من أجل توقيع محضر آخر تلتزم فيه الإدارة من جديد بتسوية أوضاعهم والرفع من رواتبهم الهزيلة وتسجيلهم في صندوق الضمان الاجتماعي.