سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«اختلالات» تهدد ب«إتلاف» أكبر منطقة صناعية جديدة لحرفيي الفخار في ضواحي فاس بنايات جديدة معرضة لحظر الانهيار وأفرنة غازية في طور التجريب في منطقة بدون أمن ولا نقل ولا إنارة!
تواصل السلطات المحلية في فاس عمليات إتلاف الأفرنة التقليدية في «منطقة صناعية» متخصصة في الفخار، بالقرب من فاس العتيقة، في إطار مجهودات تشير إلى أنه يتم القيام بها من أجل القضاء على الحِرَف المُلوِّثة وسط الأحياء السكنية. وناهزت الأفرنة التقليدية التي تم إتلافها، إلى حد الآن، حوالي 150 فرنا من أصل 250 دفعت موادُّها المُلوِّثة العشرات من العائلات في منطقة «عين النقبي» إلى الهروب من السُّحُب السوداء التي تظل هذه الأفرنة تلفُظها والتي جعلت المنطقة تُحطِّم الرقم القياسي في حالات الربو المسجَّلة في المدينة. واقترحت السلطات على أرباب هذه «المعامل» التحول إلى منطقة صناعية أحدثتها في منطقة «بنجليق»، بالقرب من الجماعة القروية سيدي حرازم، بستهيلات، لاقتناء البقع الأرضية التي سيشيدون عليها «معاملهم»، شريطة أن يستبدلوا الأفرنة التقليدية بأخرى غازية. لكن الحرفيين المياومين في هذه «المصانع» خرجوا، بداية الأسبوع الماضي، للاحتجاج، قبالة غرفة الصناعة التقليدية، على عدم أخذ أوضاعهم الاجتماعية بعين الاعتبار في هذا المشروع. ويشير هؤلاء الصناع إلى أنهم سيضطرون لمواجهة شبح البطالة، في انتظار أن ينهي أرباب الورشات التي تُشغِّلهم أوراش بناياتهم في المنطقة الصناعية الجديدة. ويعمل ما يقرب من 1000 حِرَفي في ورشات الخزف، في غياب أي حماية قانونية أو تغطية صحية أو تقاعد. ويتقاضى جلُّهم مبلغا لا يتعدى 100 درهم في اليوم. كما يتعرض أغلبهم لأمراض الجلد والحساسية. ويعمد أصحاب الورشات إلى «التخلص» من أي عامل يعجز عن العمل... ويتحدث الخزفيون عن حالات اضطُرَّ فيها أصحابها لممارسة التسول، لضمان القوت لأبنائهم. ولم يسجل، في الفترات السابقة، أي تدخل للسلطات لفرض احترام القانون في هذه الورشات. ويطالب هؤلاء الحرفيون السلطات بأن تضع دفتر تحملات يحترم كرامتهم ويطلب من «لوبي الفخار» احترامه في المنطقة الصناعية الجديدة. وبالرغم من أن هاجس القضاء على الأفرنة التقليدية هو الذي دفع السلطات إلى المبادرة بهذا المشروع، فإن بعض أصحاب الورشات الذين استأنفوا الأشغال في المنطقة الصناعية الجديدة، بعد انتهائهم من أشغال البناء، اضطروا للعودة إلى العمل في هذه الأفرنة، في انتظار توصلهم بالأفرنة الغازية التي ظلت السلطات المكلَّفة بالمشروع تَعِدهم بها. وتوجد هذه الأفرنة في طور التجريب، ما يجعل برمجة وضعها رهن إشارة أصحاب هذه الورشات أمرا لا يمكن التكهن به. كما أن نجاعتها لا يمكن تأكيدها بعدُ، في انتظار انتهاء مرحلة« التجريب». وتوجد هذه المنطقة الصناعية ل«أهل الفخار»، التي تمتد على حوالي 27 هكتارا، في منطقة خالية لا تصلها وسائل النقل. كما أنها تفتقد للإنارة العمومية والأمن. ولا تتوفر المنطقة على أي مرفق عمومي. ومن أبرز المخاطر التي تواجهها هذه المنطقة خطر «الانهيار»، بسبب التصدعات والتشققات التي بدأت تظهر على عدد من بناياتها الجديدة، نظرا إلى «هشاشة» التربة التي تُستخدَم مادة خاما للفخار وعدم صلاحيتها، أصلا، للبناء.