علمت «المساء» أن إدريس بنهيمة، المدير العام للخطوط الجوية المغربية، استدعى ربابنة وأطر الشركة لاجتماع عاجل مساء اليوم الثلاثاء من أجل تدارس مشاكل الشركة، وخاصة موضوع الارتباك الذي تعرفه الرحلات خلال فترات الذروة، إذ تلقت الإدارة، حسب بعض المصادر، ما يفوق 150 شكاية من طرف الزبائن منذ مطلع الصيف الحالي. واستنادا إلى بعض المصادر، فإن الارتباك الذي تعرفه رحلات طائرات الشركة خلال الفترة الأخير كلف لارام خسارات كبيرة نتيجة كراء طائرات أجنبية لتدارك الموقف. وحددت المصادر ذاتها سعر كراء طائرة أجنبية من الصنف المتوسط في 3000 أورو للساعة. وأشارت مصادر «المساء» إلى أن الشركة لجأت لكراء طائرات أجنبية خلال الفترة الأخيرة بشكل كبير، إذ لم يمر يوم دون أن تكتري فيه «لارام» طائرتين على الأقل لنقل الركاب، والشيء نفسه بالنسبة ل«أطلس بلو»، التابعة لشركة الخطوط الجوية المغربية، والتي صرفت حوالي مليارين و400 مليون سنتيم من أجل كراء طائرات أجنبية خلال الشهر الماضي، تؤكد مصادر «المساء». إلى ذلك، لم تخف المصادر ذاتها أن شركة الخطوط الجوية المغربية تعاني أزمة اقتصادية كبيرة، وهي الأزمة التي سبق وأن تطرق إليها المدير العام للشركة في اجتماع سابق مع الربابنة. هذا الاجتماع، تضيف المصادر، انزلق إلى مشادات بين إدريس بنهيمة وبعض أعضاء مكتب الجمعية، غير أن هؤلاء تجاوزوا الرد، يقول مصدر من الجمعية فضل عدم ذكر اسمه، لأن «الحالة الاقتصادية التي تمر منها الشركة أهم من الانفلاتات الأخلاقية»، على حد تعبيره. ولم يخف عدد من الربابنة، في اتصال مع «المساء» تدهور ظروف العمل بالشركة خلال السنين الأخيرة، بحيث لم تعلن الإدارة الحالية، حسب بعض العاملين بالقطاع، عن استراتيجية واضحة واكتفت بالتسيير اليومي غير الممنهج للقطاع، بدل تسطير خطة واضحة وإعلانها للجميع. الارتباك الذي تعيشه شركة الخطوط الجوية أثر إلى حد كبير على الربابنة، الذين ضلوا يحتجون على عدم استقرار البرامج الشهرية، وازدياد في الرحلات الليلية بنسبة 50 في المائة، وهو ما يزيد من حالات الإرهاق والتعب نتيجة الزيادة في ساعات العمل. ولم تخف بعض المصادر أن عددا كبيرا من الربابنة لجؤوا إلى شهادات طبية من أجل الراحة خلال الفترة الأخيرة، خاصة بعد رفض نظام التعويض الذي كان يعمل به الربابنة في ما بينهم، بحيث يعوض كل ربان متعب أو مريض أحد زملائه بتوافق بينهما. وحسب معلومات حصلت عليها المساء، فإن عدد ساعات عمل ربان مغربي في سن الأربعين تفوق عدد ساعات عمل ربان أمريكي بلغ التقاعد. إلى ذلك، ذكرت بعض المصادر أن الكشف الطبي الذي يجريه الربابنة كل ستة أشهر سجل ارتفاع حالات فقدان أهلية الطيران، بنسبة 50 في المائة عن السنة الماضية. وأضافت المصادر ذاتها أنه تم تسجيل خمس حالات أصيبت بداء المالاريا خلال الشهرين الأخيرين، كما ارتفعت حالات الإصابة بأمراض أخرى، وهو ما دفع عددا من الربابنة إلى الامتناع عن العمل وتقديم شواهد طبية، خاصة وأن القانون الدولي يبيح لجميع الربابنة التوقف عن العمل في حالة الشك في الحالة النفسية والصحية للربان. وبلغ عدد الشواهد الطبية التي وضعت على مكتب المدير خلال الشهر الأخير، حسب بعض المصادر، ما يفوق 94 شهادة طبية من أصل 400 ربان مغاربي يعملون بالشركة إلى جانب أربعين ربانا أجنبيا. وكان عدد من الربابنة المغاربة قدموا استقالاتهم من الشركة بعد تدهور أوضاع العمل، ووقعوا عقود عمل بشروط تفضيلية مع الخطوط الإماراتية. وأدى نزيف الاستقالات، الذي عاشته الخطوط الجوية المغربية قبل شهور، والذي فاق 50 استقالة، إلى تدخل المدير، الذي شرع في عقد اجتماعات مع أعضاء جمعية الربابنة ووعد بتحسين ظروف العمل والأجور. وأشارت بعض المصادر إلى أن جملة من الوعود التي تلقاها الربابنة من المدير لم تنفذ إلى حد الآن، أكثر من ذلك، تضيف المصادر، فإن ظروف العمل في تدهور مستمر، وهو ما يؤشر على إمكانية مغادرة فوج آخر من الربابنة للشركة.