عاد خالد العسكري، حارس الجيش الملكي، من جديد ليسيطر على أحداث المباراة التي جمعت فريقه بفريق النادي القنيطري ضمن فعاليات الجولة الرابعة من دوري الدرجة الأولى المغربي. وغادر العسكري وهو في حالة هيجان مرماه في اتجاه غرفة تغيير الملابس بعدما رمى بقميصه، وذلك مباشرة بعد تسببه في تلقي مرماه الهدف الوحيد الذي عرفته المباراة، والذي حمل توقيع المهاجم القنيطري البيات. رغم أن الجماهير العسكرية التي تجاوز عددها 10000 متفرج ظلت تنادي بأعلى صوتها باسمه، داعية إياه إلى عدم مغادرة المرمى، في إشارة منها إلى تفهم الظروف التي دعته لارتكاب الخطأ، وفي مقدمتها التمريرة السيئة التي تلقاها من المدافع المتأخر عتيق شهاب، الذي كان بمقدوره إبعاد الكرة أو إرجاعها إليه بطريقة أحسن. وحسب مصادر «المساء» فإن العسكري دخل غرف تغيير الملابس وهو في حالة هستيرية كبيرة، تخللتها نوبات من البكاء الشديد والندم العميق على الأخطاء التي وقع فيها في الآونة الأخيرة. رغم أن الكل يجمع على أن العسكري كان وراء جل الإنجازات التي حققها فريقه مؤخرا، وكان آخرها كأس العرش التي حسمها فريقه على حساب فريق الفتح الرياضي شهر نونبر الماضي. كما يحسب للعسكري، الذي قرر في عز غضبه اعتزال كرة القدم نهائيا، أنه حرس مرمى فريقه خلال المباراة التاريخية التي قادته للفوز بلقب الدوري المغربي للمرة ال11 في تاريخه خلال الموسم الرياضي 2005/2006 ، وذلك عندما حقق نتيجة الانتصار على حساب الرجاء البيضاوي بنتيجة هدفين دون رد. ومباشرة بعد مغادرة العسكري لمرماه وتلقيه إنذارا من طرف حكم المباراة اتصل الجنرال دوكور دارمي حسني بنسليمان بالكولونيل بوكومان واستفسره عن حقيقة ما نقلته عدسات الكاميرا، وطلب منه إبلاغ العسكري تعاطف كل مكونات النادي معه، رغم اعتراضه على الكيفية التي غادر بها مرماه. أما أهم ما ميز مباراة الجيش الملكي والنادي القنيطري فهو تضييع الفريقين لضربتي جزاء احتسبهما الحكم عريش. وتكلف بتضييعهما عميدا الفريقين جواد وادوش ورشيد بورواس. أما وجه الشبه بين الحالتين فيمكن تلخيصه في الكيفية التي سددا بها الكرة، حيث ظلا على مقربة من الكرة، ولم يمنحا نفسيهما الفرصة الكافية كي تكون التسديدتان في المستوى المطلوب، فضلا عن أن التسديدتين معا ذهبتا خارج المرميين. وأوضح عزيز العمري أن فريقه لم يظهر بمستوى جيد خلال هذه المباراة، رغم أنه تسيد مختلف أطوارها، مضيفا أن بعض اللاعبين لم يقدموا ما كان مطلوبا منهم، مجددا التأكيد على أن كرة القدم لعبة جماعية وأن تحقيق النتائج الطيبة يمر حتما عبر لعب كل اللاعبين بنفس المستوى وتناسي الخلافات والمشاكل الهامشية. مشيرا إلى أنه يثق في قدرة فريقه على تصحيح الأخطاء التي ارتكبها في الآونة الأخيرة. أما مدرب الكاك الجعواني، الذي عوض المدرب أوسكار فيلوني الموقوف من طرف الجامعة، فقد أكد أن فريقه استحق نتيجة الانتصار، بدليل أنه أغلق كل المنافذ المؤدية إلى مرمى الحارس زهير العروبي، بل إن جل الهجمات الخطيرة كانت من نصيب لاعبيه، مؤكدا أن هذه النتيجة ستفيد فريقه في تحقيق الانطلاقة المنشودة، خصوصا بعد الهزيمة التي تلقاها الفريق أخيرا ضد الرجاء البيضاوي.