خطف فريق الرجاء البيضاوي لكرة القدم انتصارا ثمينا من قلب القنيطرة، بعدما فاز على النادي القنيطري بهدفين مقابل هدف واحد في المباراة التي أقيمت بينهما على الملعب البلدي، عشية أول أمس، برسم الجولة الثالثة من منافسات دوري النخبة، ليرفع الرجاء رصيده إلى 6 نقاط، في حين توقف رصيد الكاك عند نقطة واحدة. وتقدم يونس الأندلسي للقنيطريين في الدقيقة 45 من الجولة الأولى، في حين سجل للزوار هدفي التعادل والانتصار على التوالي كل من عبد المولى برابح وبوشعيب لمباركي الذي اقتنص هدفا في الوقت بدل الضائع من هذه المواجهة التي عرفت حضورا جماهيريا كبيرا فاق 12 ألف متفرج امتلأت بهم مدرجات الملعب البلدي. وجنب هذا الانتصار، الفرنسي هنري ميشيل، مدرب الرجاء، الذي رفض بشكل مطلق الإدلاء بتصريحات صحفية بعد نهاية اللقاء، التعرض لمزيد من الانتقادات التي كانت قد وجهت إليه بحدة بعد هزيمة فريقه أمام شباب المسيرة وإقصائه المذل من منافسات كأس العرش أمام شباب المحمدية، إلى حد مطالبة العديد من أنصار الرجاء بإقالته من على رأس الإدارة التقنية لفريقهم. وتميزت هذه المباراة بسوء التنظيم والعشوائية في تدبير أمور الملعب في أكثر من موقع، فيما ضبط العديد من المسؤولين العشرات من التذاكر تعرض أكثر من مرة للبيع في السوق السوداء، كما سادت المنصة الشرفية، وكذا تلك المخصصة للزملاء الصحفيين، فوضى عارمة، ساهم في استفحالها بشكل كبير بعض المحسوبين على لجنة التنظيم، فيما منع العديد من مراسلي الإذاعات الخاصة من ولوج أرضية الملعب لتغطية أطوار هذا اللقاء لأسباب وصفها أحدهم بالانتقامية. وساهم الإنزال الأمني الكثيف داخل الملعب وخارجه في عدم اندلاع أحداث شغب بين مشجعي الفريقين، وقادت الإجراءات الاحترازية التي باشرتها قوات الأمن إلى اعتقال العديد من الأشخاص ضبطت بحوزتهم مواد ممنوعة، كما تم إخضاع آخرين لإجراء تحقيق الهوية قبل أن يجري إطلاق سراحهم فيما بعد. واستعانت السلطات بحافلات النقل الحضري لنقل الجمهور الرجاوي إلى محطة القطار تفاديا لأية مواجهات محتملة بينه وبين أنصار الكاك. وتبقى النقطة السوداء التي أغضبت الكثير ممن حجوا إلى المدرجات المغطاة للملعب البلدي لتتبع هذه المقابلة هي الاعتداء الشنيع الذي تعرض له متفرج من قبل أحد رجال الأمن الذي لم يستسغ انتقاد المشجع المذكور لحكيم دومو، رئيس الفريق، فكال له كل أنواع السب والشتم، وأشبعه ضربا أمام الملأ، ثم قام باعتقاله وجره مصفدا بطريقة مذلة ومهينة للكرامة الإنسانية إلى سيارة الشرطة، وهو السلوك المشين الذي استاء له العديد ممن شاهدوا تفاصيله، وطالبوا المسؤولين الأمنيين بوضع حد لمثل هذه التجاوزات غير المقبولة، ولاسيما أن المعتدي الذي لم يتوان طيلة فترات هذه المباراة في سب الحكم عبد الله الضحيك واتهامه بالانحياز للرجاء.