احتج العشرات من الباعة المتجولين، أول أمس، أمام مقر باشوية مدينة القنيطرة، للتنديد بالحملة التي قادها ضدَّهم قائدُ الملحقة الإدارية العاشرة، فجر اليوم نفسه، بمعية أعوانه وبالاستعانة بجرافة في ملكية شركة للنظافة. وفجرت هذه الحملة غضبا شديدا في أوساط باعة منطقة «العلاّمة»، الذين زحفوا بالعشرات في اتجاه الساحة الإدارية، للتعبير عن «سخطهم» من هذا الإجراء، قبل أن يتدخل عبد الإله أرسلان، رئيس دائرة العصام، لاحتواء الوضع، بعدما استقبل ممثلين عن الغاضبين ووعدهم بحل قريب لهذه الأزمة. وقال العديد من المحتجين، في تصريحات متطابقة ل«المساء»، إنهم كانوا ينتظرون من السلطات، عوض مطاردتهم في الدروب والأزقة، أن تبادر أولا إلى فتح تحقيق حول الظروف التي حالت دون استفادتهم من الأسواق التي شُيِّدت في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، لمحاربة ظاهرة احتلال الملك العام في منطقة «الساكنية» وإعداد لوائح جديدة للمستفيدين، بطرق نزيهة وشفافة، وإجراء بحث دقيق حول طرق صرف الميزانية التي خُصِّصت لها، في حين أن معظمها ظل يفتقد للمرافق الضرورية ويوجد في حالة جد متردية، مثل سوقَيْ «الحفرة» و«الربيع». وكشف مصدر موثوق أن الحملة التي قادها قائد الملحقة العاشرة على «الفْرّاشة» كانت بقرار انفرادي منه ولم تحظَ بموافقة كبار المسؤولين في المدينة، الذين سبق لهم أن دعوه إلى التريث وحذّروه من مغبة القيام بهذه الخطوة في هذا الظرف، تفاديا لوقوع أحداث تُخلُّ بالنظام العام وغير محسوبة العواقب.. وأشار المصدر ذاته إلى أن القائد المذكور سبق أن تعرض لعقوبة التوقيف وأُعفي من منصبه، بعد إلحاقه بمصالح ولاية الجهة، حينما كان يشرف على تسيير المقاطعة الرابعة في منطقة «أولاد أوجيه»، لأسباب مرتبطة بأزمة النقل الحضري التي كانت قد عرفتها القنيطرة في وقت سابق، قبل أن يعود مجددا إلى ممارسة مهامه، يضيف نفس المصدر، حيث استفحلت في عهده، وبشكل كبير، ظاهرة الباعة المتجولين في جل المناطق التابعة لنفوذه.