خلّف حادث سرقة غامض لسيارة ذات الدفع الرباعي بمدينة الوطية، إقليمطانطان، استنفارا أمنيا كبيرا شارك فيه، على الخصوص، عشرات من عناصر الدرك الملكي، وفرق نوعية انتقلت إلى إقليمطانطان خصيصا لإيقاف العصابة، التي قامت قبل أسبوع بالسطو على هذه السيارة التابعة للمختبر العمومي للتجارب والدراسات. وحسب المعطيات الأولية المتوفرة ل«المساء», فإن ثلاثة من الأطر التابعة للمختبر العمومي«LPEE» كانوا على متن تلك السيارة في مهمة لإنجاز دراسة للوعاء العقاري المخصص لإحداث منتجع سياحي تابع لشركة «فوسبوكراع» داخل النفوذ الترابي لمدينة الوطية، فباغتهم في وقت متأخر من الليل خمسة ملثمين عمدوا إلى تقييدهم وتجريدهم من هواتفهم النقالة، قبل أن يأخذوا سيارة المختبر إلى مكان بالقرب من منطقة الواد الواعر التابعة لجماعة «أخفنير»، إقليمالعيون، حيث قاموا بتغطيتها هناك، وإبرام صفقة بيع السيارة مع أحد الأشخاص، قال مصدر ل«المساء» إنه ينحدر من العيون. وتفيد مصادر «المساء» أن تعليمات صارمة من الإدارة المركزية للدرك الملكي كانت وراء الإنزال الأمني المكثف لرجال الدرك الذين قاموا بحملة تمشيط استعملت فيها المروحيات، وشملت عدة جماعات بطانطان والمناطق الواقعة جنوبها، وانتهت، إلى حدود أمس، بتوقيف ثلاثة أشخاص من الخمسة الذين استولوا على السيارة، التي تقول مصادر «المساء» إنها تابعة لشركة سيارات تبرم عقود الكراء طويلة الأمد وتعود ملكيتها إلى شخصية عمومية هامة. وفي الوقت الذي ذكرت بعض المصادر أن إيقاف هؤلاء الأشخاص، المعروفين بسوابقهم في مجال ترويج المخدرات والسرقات، تمّ بفضل استثمار جهاز GPS الموجود بالسيارة، ذكر مصدر أمني ل«المساء» أن المصالح الأمنية اهتدت إلى أفراد العصابة عن طريق استثمار هاتف نقال تم العثور عليه بالمكان، ليتم تتبع مسار المكالمات الهاتفية لأحد أفراد العصابة بتنسيق مع المصالح التقنية لإحدى شركات الاتصالات المعروفة.