أثناء جولة عادية كانت تقوم بها دورية للدرك الملكي داخل مخيم الدهومي بمدينة بوزنيقة، رصد أفرادها سيارة فاخرة نوع بوجو 407 متوقفة في مكان مظلم بجانب الغابة المجاورة، اقترب الدركيون من السيارة، ليجدا داخلها شابا كان يعاقر الخمر رفقة خليلته. وبمجرد استفسارهما عن سبب تواجدهما بالمنطقة ليلا وطلبوا بطاقتي تعريفهما الوطنية، رد الشاب (و.ف) بلكنة ولهجة شمالية وبلهجة قوية محاولا إخافة الدركيين، بأنه يجالس خليلته وأنه يعمل ضمن أفراد المخابرات المغربية (لادجيت)، وعندما أصروا على الاطلاع على بطاقة التعريف الوطنية الخاصة به، وجدوا أنها تحمل مهنة( تلميذ). مما جعل عناصر الدرك الملكي يرتابون في أمره، وعندما طالبوا بجواز سفره، تبين لهم أنه من مواليد مدينة الناظور وأن مهنته أجير بهولندا التي غادرها منذ 29/01/2008 ودخل المغرب عبر مطار محمد الخامس في نفس اليوم. واعترف بأن خليلته ابنة مدينة بوزنيقة يقيم معها علاقة غير شرعية منذ خمسة أشهر، وأنه يكتري منزلا صيفيا بمخيم الدهومي مقابل 400 درهم لليوم، حيث يمارس معها الجنس. تمت محاصرة الشاب بمجموعة أسئلة حول طبيعة عمله داخل جهاز لادجيت، مما جعله يتراجع عن أقواله ويعترف بأنه كان يعمل أجيرا بهولندا وتخلى عن عمله لظروف صحية منذ حوالي السنة. وأنه أراد أن يوهمهم بعمله في جهاز المخابرات المغربية لإخلاء سبيله، وحاول إرشاءهم بمبلغ 2200 درهم، كما أنهم عثروا عند تفتيش سيارته على مبلغ 150 ألف درهم (أوراق من فئة 200 درهم)، وكذا على وثائق ومستندات عبارة عن ثلاثة ملفات يحتوي الأول على صورة شمسية لرسالة صادرة عن وكيل الملك لدى ابتدائية طنجة موجهة إلى رئيس المصلحة الولائية للشرطة القضائية بطنجة حول فتح الحدود في اسم (أ.ع) وملف ثان يحتوي على صورة شمسية لأصل قرار جنحي صدر عن محكمة الاستئناف بالحسيمة تورط فيه أربعة من الأجانب في قضية تتعلق بالمخدرات،والملف الثالث يتكون من صور شمسية لشهادة طبية وتقرير طبي وكذا صور لبطاقة التعريف الوطنية في اسم (ب.ب). وعند تفتش أوراق السيارة وجدوا أنها سيارة للكراء اكتراها الشاب من شركة لكراء السيارة بالرباط. بناء على عقدة مفتوحة الصلاحية. بعد اعتقال الشاب وخليلته وانطلاق بحث الدرك القضائي داخل مركز الدرك الملكي ببوزنقة، قال الشاب وهو من مواليد سنة 1980 إنه هاجر رفقة أسرته إلى هولندا وهو في الرابعة من عمره، حيث تابع دراسته التمهيدية والجامعية وحصل على الإجازة في القانون، التي بموجبها حصل على وظيفة نائب وكيل الملك بالمملكة الهولندية وهي الصفة التي قال إنه لازال يحملها داخل هولندا، ولازال يتقاضى عن عمله مبلغ( 1600 أورو) شهريا. وأنه مطلق ويحمل الجنسيتين المغربية والهولندية، كما أكد أنه كان على اتصال دائم بمسؤولين عن جهاز المخابرات المغربية الذين تعامل معهم حتى أصبح عضوا نشيطا في هذا الجهاز، خاصة بعد انقطاعه لمدة سنة ونصف عن مزاولة عمله بهولندا لظروف صحية، موضحا أنه كان دائما يقدم نفسه للسلطات الأمنية كعضو بجهاز المخابرات المغربية وأنه كان يعامل على هذا الأساس دون أن يقع في أية مشاكل. ومؤكدا أنه لا يتوفر على أية وثيقة تفيد بعضويته داخل جهاز (لادجيت). تصريحات الشاب المهاجر كانت مفاجئة لخليلته التي كانت تعرفه باسم رشيد، والتي وإن اعترفت بمعاشرته وممارسة الجنس معه داخل المنزل الصيفي الذي اكتراه من سيدة بشاطئ الدهومي، فإنها أكدت أنها جارته في ذلك لأنه وعدها بالزواج بها في القريب العاجل. اعترفت خليلته الحاصلة على شهادة بالباكالوريا بأنها تعرفت على الشاب خلال شهر يناير بمدينة المحمدية، وأنه قدم لها نفسه على أنه يعمل بجهاز المخابرات المغربية وأوهمها بالزواج، وكان ينفق عليها من ماله كلما حلت لملاقاته بمخيم الدهومي. أحيل حينها الشاب المهاجر على المحكمة الابتدائية بابن سليمان وتوبع بتهم انتحال صفة والإدلاء ببيانات كاذبة والفساد والإرشاء وإعداد وكر للدعارة.