لازال العديد من سكان بلدية المنصورية يتذكرون جرأة أحد أبناء «الفشوش» على إهانة وشتم خمسة دركيين وتعنيف أحدهم، طلب منه النزول من السيارة ومنحهم وثائق السيارة التي كان يقودها، بعد رفض الامتثال لتوجيهاتهم من أجل تسهيل المرور، في وقت تكتظ فيه الطريق الساحلية بسيارات المصطافين و رواد شواطئ المنصورية وبوزنيقة، العائدين إلى منازلهم. القضية انتهت بتدخلات عليا في جهاز الدرك الملكي بعدما تم إخمادها وإرغام الدركي الضحية على التنازل عن القضية. ابن المراقب العام يرفض الامتثال لدرك المرور لم يستسغ ابن المراقب العام للأمن الوطني ورئيس منطقة أمن زاكورة ما طلبه منه أحد الدركيين المنظمين للمرور بالطريق الساحلية بين بوزنيقة والمحمدية بتغيير الطريق نحو الطريق الوطنية رقم واحد من أجل تخفيف الضغط على الطريق الساحلية وتفادي وقوع حوادث السير. وهو ما جعل الدركي يطلب أوراق سيارته ويأمره بالنزول من السيارة، التي كان يقودها وبجانبه والده المسؤول الأمني، لكن الابن رفض الامتثال، وهو ما جعل الدركي يبادر إلى إخراج الشاب ومحاولة اعتقاله لعدم امتثاله للقانون، لتبدأ معركة حامية الوطيس بين الابن والدركيين وتنتقل إلى الأب والزوجة، ليدخل الجميع في حرب اللكمات والاندفاعات والشتم أمام مرأى ومسمع من أصحاب السيارات والراجلين الذين تدفقوا إلى عين المكان. المعركة دارت يوم أحد من شهر يوليوز سنة 2009 بين أسرة المراقب العام وبين خمسة دركيين بمنطقة المنصورية التابعة لإقليم ابن سليمان، على الطريق الساحلية رقم 322 والوطنية رقم واحد، وشلت حركة السير لأزيد من ساعة، لتصطف آلاف سيارات المصطافين العائدين من شواطئ بوزنيقة في انتظار صفارة النهاية التي انتهت بفرار الشاب، وتدخل مسؤول الدرك الملكي ببوزنيقة الذي قام بحجز سيارة المراقب العام داخل محجز بوزنيقة على أساس أن صاحبها لم يؤد ضريبة 2009 . شهود عيان ومصادر مقربة من الدركيين أكدوا ل«المساء» أن الدركيين وفي حدود الساعة السابعة والنصف من مساء ذلك الأحد صادفوا من بين المصطافين المراقب العام الذي كان يجلس قرب ابنه، الذي كان يقود سيارة من نوع بوجو 407 سوداء اللون، وأن الابن الذي كان يثق في منصب والده وقدرته على تحقير الدركيين، رفض الامتثال لهم، فدخلوا معه في مشاداة كلامية انتهت بقطع الطريق لمدة تفوق الساعة على آلاف السيارات، بعدما دخل الطرفان في معركة الشتم واللكم، تعرض إثرها ثلاثة دركيين للتعنيف واللكم وتمزيق ملابسهم، وأن ابن المراقب العام الذي بدأ المعركة، فاجأ أحدهم بلكمة في الوجه، بعد أن حاول نزع الأصفاد والسلاح منه وقام بتمزيق ثيابه الرسمية بأمر من الأب الذي انهال على الدركي بعصا من الخلف. كما تم الاعتداء على دركيين آخرين، وتم نزع أصفاد أحدهم التي وجدت لدى الأب. وعلمت «المساء» أن دركيين اثنين حصلا على شهادتين طبيتين تتراوح مدة العجز فيهما بين 22 و26 يوما. وكان الدركيون الخمسة التابعون لكوكبة الدراجات، ضمنهم دركيان اثنان مبتدئان، مكلفين بتنظيم حركة المرور، خصوصا يومي السبت والأحد من كل أسبوع صيفي وابتداء من الساعة الخامسة مساء حيث تبدأ رحلة عودة المصطافين إلى منازلهم، إذ يصل عدد المصطافين الوافدين على شاطئ الدهومي حوالي 80 ألف مصطاف يوميا. قريب الابن ينفي الواقعة نفى قريب من رئيس الأمن الوطني بزاكورة ادعاءات الدركيين وأكد في تصريح ل» المساء» أن الدركيين هم من أساؤوا التصرف مع ابن المراقب العام وزوجته، ومع المراقب نفسه الذي نعته أحدهم بكلمات نابية من قبيل (سر تخ.. إلى كنت مراقب عام ...)، وأنهم دخلوا في نزاع مع الشاب ابن المراقب الذي كان يقود السيارة وطلبوا منه تغيير وجهته، وأنه حين امتنع هاجمون وحاولوا انتزاع مفاتيح سيارته من الداخل وقاموا بجره وحاولوا اعتقاله ووضع الأصفاد في يديه، مشيرا إلى أنه تم تعنيفه كما تم تعنيف زوجته التي حاولت التوسط بينهم، ومنع الدركيين من ضرب ابنها. ونفى القريب أن يكون المراقب العام قد تدخل أو اعتدى على أي كان، كما أكد انه أدى ضريبة السيارة لسنة 2009 عكس ما قيل، وانه تم حجز سيارته بدون مبرر. وأضاف أن زوجة المراقب العام وابنه حصلا على شهادتين طبيتين تظهر مدى الاعتداء الذي تعرضا إليه، دون أن يكشف عن مدتي العجز بهما، موضحا أن القضاء سيفرز الظالم من المظلوم.