بينما عزا أحد التجار فشل مناقصة استيراد 140 ألف طن من القمح الصلب الأمريكي إلى عدم وضوح الرؤية حول الرسوم الجمركية قبل تقديم العطاءات بالمغرب، اعتبر أحد أصحاب المطاحن الصناعية أن فشل المناقصة لا يرد إلى الرسوم الجمركية، بل إلى كون القمح الأمريكي لا يستجيب للمواصفات التي يطلبها السوق المغربي. وكان المكتب الوطني للحبوب والقطاني أعلن مناقصة لاستيراد 140 ألف طن من القمح الأمريكي، حيث حدد 25 غشت الماضي كآخر موعد لفتح الأظرفة وتحديد تاريخ 31 دجنبر القادم كآخر موعد لوصول الشحنات إلى المغرب. ورد أحد التجار الكبار، الذي فضل عدم ذكر اسمه، غياب الإقبال من قبل التجار المغاربة إلى عدم وضوح الرؤية حول التعريفات على واردات القمح، خاصة أن سعر القمح الصلب وصل إلى 410 دراهم للقنطار عند الاستيراد. وتصل الرسوم الجمركية على واردات القمح الصلب نحو المغرب إلى 80 في المائة، حيث لم تعمد السلطات العمومية إلى إلغائها أو تخفيضها، إسوة بما قامت به بالنسبة للقمح الطري في الأسبوع ما قبل الماضي، علما أن واردات القمح الصلب الأمريكي تخضع للتعريفة التفضيلية التي تصل إلى 45.6 في المائة. ويبدو أن التعريفات الجمركية ليست السبب الوحيد الذي حال دون تقدم المستوردين المغاربة للمشاركة في المناقصة، فهناك من يرد ذلك إلى عدم استجابة القمح الصلب الأمريكي لمواصفات الجودة المغربية، حيث يفضل عليه التجار المغاربة القمح الكندي، بل إن من التجار من يؤكد أن شحنات من القمح الأمريكي وصلت إلى السوق المغربي في السنة الفارطة، وقد جد مستوردوها صعوبات جمة في تصريفها في السوق المحلي. ويوضح أحد أصحاب المطاحن الصناعية بالمغرب، فضل عدم ذكر اسمه، أن القمح الأمريكي يميل لونه إلى الأصفر، وهو ما لا يتوافق مع المعايير المغربية، التي تشترط أن يكون القمح أبيض من أجل إنتاج «السميدة»، في نفس الوقت يشير أحد التجار إلى أن الشحنات الأمريكية من القمح الصلب غير مستقرة على مستوى الجودة. يشار إلى أنه بموجب اتفاق التبادل الحر مع الولاياتالمتحدة لا يفرض على التجار المغاربة شراء القمح، حيث تترك للتجار حرية الاستيراد من ذلك السوق، بعد أن يكون المكتب الوطني المهني للحبوب والقطاني قد عبر عن طلب عروض حول الحصة المطلوب جلبها. ويحتاج المغرب، حسب تصريحات التجار، إلى استيراد 600 ألف طن من القمح الصلب و 2.3 مليون طن من القمح الطري، علما أن محصول الحبوب هذا العام وصل إلى 7.46 ملايين طن، مقابل 10.2 ملايين طن في السنة الفارطة. وقد حاولنا الحصول على رأي مدير المكتب الوطني للحبوب والقطاني، الذي يمنح تراخيص لتجار القطاع الخاص للاستيراد، حول احتمال إصدار طلب عروض جديد يهم استيراد القمح الصلب الأمريكي، لكننا لم نتمكن من الحصول على تصريح منه، حيث كان يعتذر في كل مرة بانشغاله في الاجتماعات.