على هامش ما أثير في الصحافة المغربية وفي العديد من المواقع الإلكترونية، على خلفية «تّحرُّشات» بشخص المرأة المغربية من لدُن بعض الأعمال «الفنية»، بما فيها «ميخيات»، بدورها، تجرّأ «أصحابُها أكثرَ من اللازم على المغاربة، إلى الحد الذي جعلهم يُقدّمون صورا نمطيةً في قوالبَ جاهزةً عن المغاربة، تَنِمُّ عن الكثير من «الجهل» بالتاريخ العريق للمغرب وعن نية مبيَّتة للإساءة إلى أبناء المغرب وإلى بناته، على الخصوص... على هامش كل هذا، خصّص برنامج «بكل موضوعية»، على أثير طنجة، حلقةَ ليلة الثلاثاء -صبيحة الأربعاء (فاتح شتنبر الجاري) لمقاربة هذه النظرة القاصرة التي أبان عنها بعض «الإخوة» حُيال المغاربة، عموما، والمغربيات، على وجه التحديد.. وقال مقدّم البرنامج، سعيد كوبريت، إن «بعض القادمين من «الفيافي» القاحلة استرخصوا «اللحم» المغربي وإن «لوبيات» مكشوفة الوجه تحاول تمريغ صورة المغرب في التراب بهذه الضربات «تحت الحزام».. التي امتدّتْ -عبر «ميخيات الكويت»- إلى منظومة الأسرة المغربية، ككل، حيث «تَطاوَل» أصحابُ هذا العمل «الكرطوني» حتى على الأم المغربية، التي قدَّموها في صورة امرأة تتعاطى أعمالَ الدجل والشعوذة».. من أجل تزويج بناتها بأزواج «هْمْزات»، وإن كانوا قادمين من صحراءَ منسية كانت، إلى عهود قريبة، تنطق بكل معاني البؤس و«الجهالة»، التي يبدو أن«أشقاءَنا» أرادوا أن «يقفزوا» عليها... وكان أول المتدخلين صلاح بوسريف، الذي ذكر أن «إنتاج أعمال درامية في مثل هذا الموضوع ناتج عن ضعف «خيال» مُنتِجيه».. متسائلا ما إذا كانت «الدراما» العربية لم تعد تجد موضوعا إلا في الذهاب إلى أراضٍ لتُقدِّمَها كأماكنَ للخطيئة؟!».. مضيفا إنه «عندما يخوننا الإبداع، نتَّجه إلى بعض المثالب، لنضفي الشرعية على أمرٍ ما يقع في كل مكان من العالم».. مُذكِّراً بأن الفساد تجلّى في شبه جزيرة «العرب» حتى قبل ظهور الإسلام في شخص «ذوات الرّايات الحُمْر»، اللواتي كنّ يَضربْن خيامهنّ في الخلاء، ويدلّ لونُ أعلامهن على أنهن يُقدِّمن خدمات جنسية»!.. كما لم يفُتْ صاحبَ «البلد الذي لا أين له» أن يدافع عن اللهجة المغربية، التي يرى أنها أكثر لهجات «العرب» حفاظا على نقاوتها وعلى بداوتها، «لكننا، للأسف، عِوَض أن نُبدِع أعمالا درامية حول امتدادنا التاريخيّ العريق أو تمتح من واقعنا الاجتماعي، نلجأ إلى نوع من الضحك الذي لا معنى له».. أما صاحبة ذلك الاسم /النّكِرة، يقول كوبريت، التي شاركتْ في مسلسل «العار»، المصري، فقد قالت إنها لم تجلُب «العار» لبلدها، وإنْ كان كل شيء يوحي بعكس ما تدّعي، بدءاً باسم «العمل» الذي مثّلت فيه وبطبيعة «الدور» الذي «جادوا» بها عليه، في إطار سعيها إلى اللحاق بركب «نجومية» خادعة «لم تُدرك، وهي تطاردها، أنها أفسدت المسارَ، منذ البداية»، يقول بوسريف... وكانت الفنانة لطيفة أحرار ضمن من نشّطوا تلك الحلقة، حيث ذكرت أن «هناك سوء فهم كبيراً جدا بين المشرق والمغرب العربيين، إذ لدى الطرفين «كليشيهات» وأحكام جاهزة عن بعضهما البعض».. ومن هذا المنطلَق، تضيف أحرار، «ينظر المشارقة إلى المرأة المغربية نظرةً تختزلها في تعاطي الدعارة والقِوادة والشعوذة».. كما ذكرت بطلة «كفر ناعوم» أن «هناك اختلافا في الأعراق والإثنيات، في مستويات الحرية، في المذاهب الدينية وحتى في نوعية اللباس، إضافة إلى أن أعمالنا الفنية لا تصل إليهم، حتى يُمْكنَهم أن يفهموا عنّا العديدَ من الأمور والمعطيات».. وتابعت أحرار قائلة إننا «كمغاربة، تجاوزنا خطوطا حمراءَ كثيرةً ما زال المشارقةُ لا «يجرؤون» حتى على الاقتراب منها.. إضافة إلى أن المرأة المغربية، سواء من خلال التمثيل أو الإخراج، تتعامل، بحرية، مع جسدها.. ثم لا ننسى أن هناك «مافيات» حقيقية «تُسوِّق» الجسد المغربي، مستغلةً انتشار الفقر، الذي يستتبع آفاتٍ أخرى، كالرشوة والشعوذة والدعارة.. على أن ذلك لا يعني أن يختزل «البعضُ» المغربَ، بعراقة تاريخه وثرائه وإشعاعه الحضاري والثقافي، في أمور سلبية»... من جانبه، ألمح حسن حبيبي إلى أن «هذه الأعمال الدرامية ما كان ليتم الاهتمام بها لو لم يُثَرْ حولها كل هذا النقاش»، مشيرا إلى أن «صورتَنا «تُخيفُنا» عندما تأتي من «الآخر».. كما ذكر حبيبي أن «آفات الرشوة، الدعارة والدجل واقعٌ لا يُمْكننا نكرانُ وجوده بيننا، إلا أن ما أثار كل هذا الجدل هو أن صورة المرأة المغربية أصبحت مرتبطة بهذه الآفات».. وشدّد حبيبي على أن «هذه «الأعمال» لا تسمو إلى مستوى الأعمال الفنية، بمعنى الكلمة، إنما يجب علينا نحن أن ننتج أعمالاً درامية في المستوى»!..