لم يجد تجار المخدرات بعكراش- ضواحي مدينة الرباط- ملاذا آخر لبيع بضاعتهم سوى الجبال الصخرية المحيطة بالمنطقة، التي أصحبت تستعمل كمحلات تجارية معلقة تفرض على المدمنين تسلق المرتفعات للوصول إليها من أجل شراء قطع حشيش ذات نوعية جيدة مقارنة بما هو موجود بالسوق، حسب اعتقادهم. تسلق الجبال هو الرياضة التي أجبر عدد من مدمني الشيرا على احترافها، بعد أن نفذت مصالح الشرطة القضائية التابعة للمنطقة الإقليمية بسلا مداهمة للمنطقة نجحت خلالها في اعتقال عدد من المروجين، ومسحت من خارطة عكراش الأوكار التي كانت تستوطن بحي عشوائي قرب السوق، مما فرض على هؤلاء نقل نشاطهم نحو الجبل الذي يقع قرب مطرح النفايات، المكان يشهد يوميا حركة مكثفة للدراجات النارية و«الهوندات» والطاكسيات وكذا السيارات الخاصة وأيضا التابعة للمصالح الحكومية من أجل الظفر بقطعة «حشيش» قبل آذان المغرب. بالمكان أيضا عدد من العيون التي تراقب وتلتقط أي إشارة غير مطمئنة استعدادا لتحذير الباقين، وإلى جانب هؤلاء يوجد عشرات الأطفال الذين يعرضون خدماتهم على من لا طاقة له بصعود الجبل، حيث يتكفل هؤلاء بالعملية مقابل الحصول على بعض الدراهم، وبين الفينة والأخرى تمر من الطريق المحاذي للجبل سيارات تراقب ما يقع وتنقل الأموال التي يتم جمعها، فالشبان الذين يقومون ببيع المخدرات في الجبل مجرد مستخدمين يتقاضون أجرا يوميا، وغالبا ما ينتهي بهم الأمر في السجن، أما الأرباح السمينة فتذهب إلى مالك الحق «الحصري» في بيع الحشيش بعكراش.