انعكست الأزمة التي يعانيها متعاطو الحشيش في مصر نتيجة اختفائه من الأسواق في ظروف غامضة وارتفاع أسعاره بنسبة 100% على حالة طريفة من الاحتجاجات من قبل متعاطي الحشيش على الفيسبوك ومواقع المدونات والمحادثات. وأنشأ العديد من المدمنين للحشيش العديد من المجموعات على "فيسبوك" ومنتديات الإنترنت يطالبون الحكومة المصرية والحكومات العربية بتوفير الحشيش، بل دعا بعضهم الحكومة للإشراف على توزيعه لمنع ارتفاع أسعاره في السوق السوداء، وطالبوا بسرعة تحرك المسؤولين لحل الأزمة مؤكدين أنهم " في حالهم " وليس لهم مطالب من الحكومة سوى توفير الحشيش لأن " الدماغ في خطر"، بحسب تعبير إحدى مجموعات فيسبوك " . وتقول مصادر رسمية مصرية إن حملة قادتها وزارة الداخلية خلال الأشهر الأولى من العام الحالي للقضاء نهائياً على مخدر الحشيش، وحصر جميع تجار المخدرات وخاصة الذين لهم شهرة في جلب مخدر الحشيش عبر منافذ من دول الإنتاج إلى مكان التوزيع بمصر، نجحت في توجيه ضربات قاسمة لتجارة الحشيش، وضبط أكثر من 6 أطنان من مخدر الحشيش، وأكثر من 8 أطنان من نبات البانغو المخدر، و56 كيلو غراماً من مسحوق الهيروين، و31 كلغم من مخدر الأفيون، وتدمير زراعات مخدرة مساحتها 38 فداناً من القنب، و517 فداناً من الخشخاش . بيد أن مصادر أخرى بحثية غير رسمية تقول إن اختفاء الحشيش ربما تكون له علاقة بتخزين التجار له لرفع أسعاره، أو شراء كميات كبيرة منه لتوزيعها خلال مواسم الانتخابات البرلمانية المقبلة في مصر في حزيران يونيو وأكتوبر المقبلين، ويرجعها فريق آخر لصراعات بين التجار . ومن أبرز المجموعات التي دشنت على " فيسبوك " للمطالبة بحل " أزمة اختفاء الحشيش" وارتفاع أسعار الموجود منه في الأسواق: مجموعات " رابطة محبي الكيف في مصر" التي تتساءل " هو الحشيش فين؟ " و" الحشيش اختفى من القاهرة الكبرى وضواحيها" التي تردد شائعة أن الانتخابات المقبلة وراء اختفائه، وتقول " الحشيش اختفى من مصر كله ودي سياسة كبيرة علشان الانتخابات وكل وزير بيشتغل صح علشان يكون في مكانه بعد الانتخابات " . وهناك أيضا مجموعة " وقفة لزيادة أسعار الحشيش..كده مش هينفع الدماغ في خطر..أحنا بنضيع يا جدعان "، التي يقول أعضاؤها " احنا عاوزين نعرف ليه الحشيش شاحح في البلد......الحياة كانت حلوة والدماغ جميلة"!، ويقول أعضاء هذه المجموعة في تعليقاتهم " الحشيش موجود دلوقتي يا جماعة بس غالي...أحنا هنلاحق على السجاير ولا كروت شحن (الموبيل) ولا أيه بالظبط هي الحكومة عاوزة (تريد) مننا أية..ما احنا كنا بنخرب وبنعيش الدماغ مع نفسنا وملناش دعوة بأي حاجة " . وتتساءل مجموعة " رابطة محبي الكيف في مصر" " هو الحشيش فين؟ "، و" هل يستمر اختفاء الحشيش أم أنها " شدة وهتزول " ؟ كما يقولون متمنين ، فيما يتبرع آخرون- ربما من تجار مخدر البانغو الشبابي - بتدشين مجموعات أخرى تشجع على تعاطي أنواع أخرى من المخدر، مثل البانغو وتدعو أعضاءها لكي " نبطل الحشيش ونشرب بانغو..إيه رأيكم بقى في البانغو..سيبك من الحشيش دلوقتي مفيش..خليك معانا وتشرب أاحلى بانغو " . ويرفض مدمنون آخرون في مجموعة " أين اختفي الحشيش؟ " هذه الدعوة لتعاطي البانغو بدل الحشيش، ويؤكدون أهمية الحشيش قائلين "جايز سيجارة بانغو تسلطنا..إنما نقدر بقرش حشيش نعمل دماغ للسما دا حلمنا طول عمرنا "، ويبدون استياءهم من اختفاء الحشيش . وتحت عنوان " الحملة الشعبية لتوفير الحشيش في مصر" انتقدت مجموعة أخرى ما أسمته " الكساد في سوق المخدرات المصرية مما تسبب في رفع أسعار الكيف"! فيما طالب أصحاب مجموعة " فين الحشيش فين؟ " بوقفة احتجاجية أمام مديريات الأمن "لتوزيع الموجود من الحشيش بأسعار مدعمة على أن تكون هناك رقابة على التوزيع حتى لا يتسرب إلى السوق السوداء وعصابات استغلال المواطنين " . ويشتهر المصريون بعشقهم للنكات والسخرية خصوصاً فيما يتعلق بالمخدرات، ولذلك كثرت التعليقات الساخرة والنكات حول موضوع اختفاء الحشيش وتميزت أغلب تعليقات الانترنت والمقاهي بالسخرية البالغة والتندر علي أزمة الحشيش، بعد أزمات السلع التموينية مثل الخبز وأنابيب غاز الطبخ وغيرها، كما تشتهر الأفلام السينمائية بمعالجات عديدة ساخرة تتعلق بالإدمان والمدمنين " . وتأتي مصر علي رأس موردي ومستهلكي الحشيش في أفريقيا حسب التقارير الصادرة عن لجنة المخدرات العالمية، حيث كشفت دراسة رسمية في مصر خلال العام الماضي عن اتساع سوق الاتجار بالمواد المخدرة والتي وصل حجم الإنفاق عليها نحو 22.8 مليار جنيه سنوياً، وهو ما يمثل نسبة 2.5% من عوائد الدخل القومي في مصر، وسبق أن أكدت دراسة رسمية أعدت في 2007 أن 8% من 80 مليون مصري يتعاطون المخدرات، خاصة نبات البانغو، وهو نوع من الماريغوانا . وأكد تقرير للمجلس القومي لمكافحة المخدرات أن نسبة المدمنين من المصريين وصلوا إلى أكثر من 9 بالمائة . وفي تقرير آخر للجنة الصحة بمجلس الشعب جاء أن ما ينفقه المصريون على المخدرات وصل إلى 18 مليار جنيه بما يشكل 10% من الدخل القومي لمصر . وتقول صحف ومواقع مصرية إن أسعار مخدر الحشيش الموجود في الأسواق المصرية حالياً قفزت أسعاره إلى مبالغ خيالية، فقد كان ما يسمي "قرش الحشيش" الذي يجري تعاطيه في مرة واحدة يباع في السابق بمبلغ 120 جنيه ( قرابة 22 دولاراً) ووصل الآن إلى 400 جنيه (72 دولاراً)، وذلك بعد نقص الكميات بشكل كبير بسبب الحملات الحكومية .