التشغيل على رأس أولويات الأغلبية الحكومية في المرحلة المقبلة    الملك يترأس غدا الجمعة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الرابعة من الولاية التشريعية الحادية عشرة    المغرب يٌسجل رقما قياسيا في عدد السياح خلال 9 أشهر    عطب تقني يهدد سيارات كهربائية فارهة بالاحتراق    بعد فراغه من فلوريدا.. إعصار ميليتون المدمر يوجه بوصلته نحو الأطلنتي    إسرائيل تطلق النار على 3 مواقع لليونيفيل في لبنان    رسميا: الرجاء الرياضي يقدم مدربه الجديد ريكاردو سابينتو    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    بعد حصوله على الباكالوريا.. ناصر الزفزافي يلتحق بكلية الحقوق بطنجة    بلجيكا.. تطبيق جديد لحساب مخاطر الإصابة بالسرطان    غزة: منحة مغربية لتحرير شهادات 40 خريجا من كلية الملك الحسن الثاني    تداريب تكتيكية وتقنية للأسود قبل مواجهة إفريقيا الوسطى    الكاتبة الكورية الجنوبية هان كانغ تفوز بجائزة نوبل للآداب 2024    تقارير.. مزراوي يغيب عن الملاعب ل8 أسابيع بسبب مشاكل في القلب    بعد مسيرة حافلة.. رافايل نادال يعلن اعتزاله    لاعب التنس رافاييل نادال يعلن الاعتزال    دموع الرجال: مسلسل يعود ليحفر مكانه في ذاكرة المغاربة بعد 12 عاماً من عرضه    مزاد يبيع سترة مضادة للرصاص بأكثر من مليون دولار    تراجع الإنتاج وفقدان الثقة يقلصان حضور "كليمانتين المغرب" في أسواق روسيا    اضطراب ضربات القلب.. تطورات علاجية قائمة على الأدوية والأجهزة الطبية    التهاب الجيوب الأنفية .. الأسباب الرئيسية والحلول المتاحة    الأمم المتحدة: إبراز دينامية التنمية في الصحراء المغربية    عبد الرحيم التوراني يكتب من بيروت: "الله يلعن بو العالم"…    أسعار النفط ترتفع جراء وصول الإعصار "ميلتون" إلى ولاية فلوريدا    بطالة وعنف وهشاشة.. نساء "الجماعة" يسجلن استمرار تهميش المرأة المغربية ويطالبن بالإنصاف        "قسمة ونصيب" يراكم الانتقادات والتشكيك في مصداقيته    وقفة تضامنية في الرباط مع الشعبين الفلسطيني واللبناني    "يونيسف": واحدة من كل 8 نساء في العالم تعرضت للاعتداء الجنسي قبل بلوغها 18 عاما    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال24 ساعة الماضية    توقيف ثلاثة أشخاص بسلا والقنيطرة يشتبه تورطهم في حيازة وترويج المخدرات    وفاة سجين بآت ملول.. مندوبية التامك توضح: منحه الممرض أدوية وتوفي في الطريق إلى المستشفى    كيوسك الخميس | مؤسسة علمية مغربية تطور اختبارا جديدا لتشخيص جدري القردة        الأغلبية الحكومة تدين "آلة الحرب الإسرائيلية" في غزة ولبنان وترفض قرار محكمة العدل الأوروبية    العثور على اللاعب الدولي اليوناني بالدوك متوفيا في منزله        السعودية تستهدف جذب 19 مليون سائح في ساحل البحر الأحمر بحلول 2030    أربعاء أيت أحمد : جمعية بناء ورعاية مسجد أسدرم تدعو إلى المساهمة في إعادة بناء مسجد دوار أسدرم    إطلاق طلب إبداء الاهتمام لدعم مواكبة الشركات الناشئة            انقطاع أدوية السل يفاقم معاناة المرضى والتوقف عن العلاج واقع يهدد بالأسوإ    تغيير موعد و مكان مباراة الوداد الرياضي وشباب المسيرة    الغلوسي يهاجم وهبي: "ترفض التشريع لصالح المحامين ولم تجد أي حرج في تمرير مادة تشرع للصوص المال العام"    هلال: إفريقيا يتعين أن تضطلع بدور رائد في الحكامة العالمية للمحيطات هلال    إسرائيل تستهدف قيادييْن في حزب الله    جهة مراكش تحقق أداء سياحيا قياسيا    السعودية تفشل في الحصول على مقعد في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة    في أفق افتتاح الدورة البرلمانية!    3 أمريكيين يفوزون بجائزة نوبل للكيمياء    عزيز حطاب ل"رسالة24″: السينما المغربية تفرض وجودها بقوة على الساحة الدولية    تأهبا لتفشي جدري القردة.. المغرب يتزود بدواء "تيبوكس"    برنامج "مدارات": حلقة جديدة.. صفحات من سيرة المؤرخ والعالم محمد الصغير الإفراني    الزاوية الكركرية تواصل مبادراتها الإنسانية تجاه سكان غزة    القاضية مليكة العمري.. هل أخطأت عنوان العدالة..؟    "خزائن الأرض"    اَلْمُحَايِدُونَ..!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



آينشتاين يعبر عن قلقه من لجان التفتيش التي أقامها جوزيف مكارثي
كانت تسعى إلى مطاردة أصحاب الفكر اليساري بأمريكا
نشر في المساء يوم 04 - 09 - 2010

هذه مجموعة من بعض النصوص التي ترجمتها في السنوات القليلة الماضية من اللغة الإنجليزية، بالإضافة إلى مقالات كتبتها لترافقها. وهذه النصوص عبارة عن مواد
ثقافية متنوعة في السياسة، التاريخ، الاجتماع، الأدب العلم، الفن، والطب النفسي. ودافعي لترجمة هذه النصوص- في المقام الأول- هو تأثري بشخصيات قائليها ونبل المبادئ التي يدعون إليها في معظم النصوص، أو أهمية الموضوعات وكونها قد تكون غير معروفة تماما بالنسبة إلى القارئ العربي كما في بعضها الآخر.
كان آينشتين نصيرا كبيرا للحرية الفكرية، ولذلك كان مهموما ومنزعجا جدا من لجان التحقيق الشبيهة بمحاكم تفتيش فكرية Witch Hunting، التي أقامها السيناتور الأمريكي الجمهوري جوزيف مكارثي (1908-1957) في خمسينيات القرن الماضي لمطاردة أصحاب الفكر اليساري، بحجة أن هناك تغلغلا شيوعيا يتآمر مع الاتحاد السوفيتي ضد الولايات المتحدة. وقد كشف النقاب بعد 25 سنة من وفاة آينشتين أنه كان بدوره موضوعا تحت المراقبة نظرا لميوله الاشتراكية، بل كشف النقاب عن أن مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI كان لديه ملف ضخم عن نشاطات آينشتين منذ عام 1932 حتى وفاته في 1955. وفي عام 1954 كتب رئيس تحرير مجلة «ريبورتر» الأمريكية رسالة إلى آينشتين يطلب منه رأيه بخصوص وضع المثقفين والحريات خلال الحقبة المكارثية. ورد آينشتين بالرسالة القصيرة التهمكية ذات المغزى العميق التالية في 13 أكتوبر 1954، التي اشتهرت فيما بعد ب«تصريح السباك»!:
«سيدي العزيز:
لقد سألتني عن رأيي في مقالاتك التي تدور حول وضع المفكرين في أمريكا. بدلا من محاولة تحليل هذه المشكلة، أود أن أعبر عن مشاعري من خلال تعليق قصير. لو رجع بي الزمن إلى وقت الشباب، وأردت أن أقرر كيف أكسب عيشي، فإنني لن أحاول أن أصبح عالما أو مفكرا أو أستاذا. إنني سأختار أن أكون سباكا أو بائعا متجولا على أمل أن أجد الدرجة المتواضعة التي أريدها من الاستقلالية، التي لا تزال موجودة لهذه المهن في ظل الظروف الحالية.
المخلص: ألبرت أينشتين».
وردا على «تصريح السباك» هذا، كتب صاحب شركة «ستانلي» للسباكة الرسالة التالية إلى آينشتين في 11 نوفمبر 1954:
«عزيزي الدكتور آينشتين:
بوصفي سباكا، أفيدك أنني مهتم جدا برسالتك المنشورة في مجلسة «ريبورتر». ربما أن طموحي كان دائما أن أكون عالما، وطموحك هو أن تكون سباكا، أقترح أن نعمل معا كفريق واحد لنحقق نجاحا كبيرا. عند ذلك، سنملك كلا من العلم والاستقلالية. أنا جاهزا لتغيير اسم شركتي ليكون: «شركة آينشتين وستانلي للسباكة».
المخلص: ستانلي موري».
وفي عام 1953، استدعي المدرس ويليام فروينغلاس للشهادة أمام لجنة «النشاطات المناهضة لأمريكا» المكارثية، فقام ويليام بالكتابة لآينشتين يسأله عن نصيحته في هذا الموضوع. أرسل آينشتين الرد التالي إلى ويليام الذي نشر في 12 يوليوز 1953 في جريدة «نيويورك تايمز»:
«عزيزي السيد فروينغلاس:
شكرا على رسالتك. المشكلة التي يواجهها المثقفون في هذا البلد خطيرة جدا. لقد استطاع السياسيون الرجعيون غرس الشك في أذهان عامة الناس حول كل ما يقوم به المثقفون من مجهودات، بواسطة تحذيرهم من خطر وهمي. لقد نجحوا حتى الآن، وهاهم يواصلون المسيرة، بإعاقة حرية التدريس وتجريد المدرسين الذين لا يذعنون لهم من وظائفهم، أي تجويعهم.
ماذا يجب على أقلية المثقفين عمله ضد هذا الشر؟ بصراحة فعلا، غاندي. يجب على كل مثقف يتم استدعاؤه للمثول أمام هذه اللجان أن يرفض الشهادة.أي بعبارة أخرى يجب أن يكون مستعدا للسجن والمعاناة الاقتصادية. باختصار يجب عليه أن يضحي بمصلحته الشخصية من أجل مصلحة الحرية الفكرية في بلاده. رفض الشهادة هذا يجب أن يكون مبنيا على اليقين بأنه من المخزي لشخص بريء أن يخضع لاستجواب كهذا، وأن هذا النوع من الاستجوابات يخالف روح الدستور.
إذا كان هناك عدد كاف من الناس الجاهزين للقيام بهذه الخطوة الخطيرة، فإنهم سينجحون. وإلا فإن المثقفين في هذا البلد لا يستحقون شيئا أفضل من العبودية التي تراد لهم.
المخلص: ألبرت آينشتين.
ملاحظة: هذه الرسالة لا يجب أن تعتبر سرية»
* كاتب ومترجم سعودي مقيم بالمغرب


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.