تحولت مدينتا الرباطوسلا إلى مزبلتين مفتوحتين بفعل مئات الأطنان من القمامة التي عجزت الحاويات عن استيعابها، كما عجزت شركة «فيوليا» عن جمعها نتيجة غياب مطرح للنفايات. هذا الوضع الذي تعيشه كل من الرباطوسلا، منذ أزيد من أسبوعين، دفع عددا من المواطنين إلى تأطير أنفسهم استعدادا للقيام بوقفات احتجاجية، خاصة بحي بطانة وحي مولاي إسماعيل بسلا، بعد أن تحولت حياتهم إلى جحيم، نتيجة الروائح الكريهة المنبعثة من المزابل التي استوطنت الشوارع، عوض أن تجد طريقها إلى شاحنات جمع القمامة التي تحولت بدورها إلى كارثة، بفعل السائل الذي تخلفه وراءها، وهو ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول جدوى تفويت هذا القطاع إلى شركة «فيوليا» الفرنسية التي تجني من ورائه الملايير،علما أنها تشتغل بنفس الطريقة التي كانت تعمل بها الجماعات المحلية في الثمانينيات، دون أن تجد أي رادع من قبل الجهات الوصية، خاصة بعد حصولها، قبل ذلك، على صفقة التدبير المفوض للماء والكهرباء، ثم أخيرا صفقة النقل الحضري، لتحكم بذلك قبضتها على قطاعات حيوية لها علاقة مباشرة بالمواطنين. الكارثة البيئية التي تعيشها الرباطوسلا بفعل أزمة الأزبال دفعت عددا من السكان إلى إغلاق نوافذهم رغم موجة الحر الشديدة لتفادي تسرب الروائح الكريهة، في الوقت الذي أكد فيه مصدر من الشركة أن الأزمة مرشحة للاستمرار نتيجة عدم توفر مطرح للنفايات، بعد أن فشل مشروع إحداث مركز لمعالجة النفايات بالقرب من سلاالجديدة، نتيجة احتجاجات بعض السكان، ليبقى الحل الوحيد هو تفريغ الأزبال بمطرح عكراش وأم عزة، بعد أن تحول عدد من الساحات الفارغة والمدارس والمقابر إلى مطارح عشوائية تفضح عجز المجالس المنتخبة بكل من الرباطوسلا، وهو العجز الذي يتضح بشكل جلي في استمرار أزمة النقل التي مازال آلاف المواطنين يكتوون بنارها يوميا، قبل أن تضاف إليها أزمة الأزبال. «المساء» اتصلت بشركة «فيوليا» من أجل توضيح موقفها من الأزمة الحالية، إلا أن أحد المستخدمين أكد أن الحصول على رد الشركة يتطلب الانتقال إلى مقرها ومقابلة المدير.