في فرنسا، لكل صيف نكهته الإكزوتيكية المميزة والتي تسمن بشكل متواتر مانشيتات الصحف والريبورتاجات التلفزيونية. فإن لم تكن الحرارة هي بطلة الخبر كما حدث عام 2003، حيث أودى الصهد بحياة 19490 شخصا، أغلبهم من العجزة العزل، فإن الأوبئة مثل أنفلونزا الخنازير خلال السنة الماضية وحوادث السير والكوارث الطبيعية تبقى صانعة أحداث الصيف. هذه السنة، في غمرة فعاليات الأنشطة والمهرجانات مع عودة السياح الأجانب بكثافة لزيارة فرنسا (عرب، روس، برازيليون، صينيون)، تخللت موسم الصيف فضائح نلمس في وحشيتها بصمات العنف والعزلة. ويعتبر سوء المعاملة الذي يتعرض له المسنون من العجزة أحد تجلياتها، إذ تندرج ضمن السياق السيكولوجي والثقافي والاجتماعي الفرنسي حيث لا مكان للمسن، على النقيض من المجتمعات التقليدية، إلا في المارستان أو دار الشفاء، أي خارج البنية العائلية. ويعامل العجزة مثلما تعامل الحيوانات عند مقتبل الصيف، لما يسرحها أربابها في الأزقة أو يتركونها لدى جمعية العناية بالحيوانات. وحسب آخر الإحصائيات، فقد بلغ عدد الحيوانات التي طالها إهمال أربابها هذا العام 100 ألف حيوان ما بين كلاب وقطط. غير أن صيف 2010 سيبقى موسوما بحدثين بشعين يترجمان العنف في أقصى درجاته. في بلدة نائية بشمال فرنسا تدعى فيلارز أوتيرتر، والتي يبلغ تعداد سكانها 700 نسمة، وهي بلدة تقع على مقربة من مدينة دواي، تم العثور في سكنين متفرقين لإحدى العائلات على 8 جثث لأطفال رضع، سبق للأم، منذ 1998، أن دفنتهم بها. وتوجد هذه الأخيرة، البالغة من العمر 45 سنة، تحت طائلة السجن المؤبد. أما زوجها، فلم يكن على علم بحملها ولا بما اقترفته من جرائم. انفجرت القضية في 24 من يوليوز الماضي لما شرع الملاكون الجدد في حفر الأرض لإعداد الحديقة الجديدة وتركيب نافورة ليعثروا على كيسين من البلاستيك بداخلهما جثتا رضيعين. تركزت الشكوك على الملاكين القدامى وبخاصة على دومينيك كوتريز التي اعترفت في الأخير بأنها خنقت الرضع مباشرة بعد الوضع ، ودلت المحققين على الجثث الست الأخرى التي كانت قد دفنتها في أحد المرائب. أما الفضيحة الثانية فتخص عجوزا في الثمانين من عمره، أقفلت عليه زوجته لمدة عام في قبو بغرفة للغسيل لا تتوفر على أية نافذة. وقد تم إلقاء القبض على الزوجة التي تبلغ من العمر أربعين سنة، وعلى عشيقها وابن العجوز. خلال مدة الحجز الذي تعرض له العجوز، أخضع لسوء التغذية وسوء المعاملة، وفقد البصر جراء التعنيف الذي كان يمارس عليه. هذا دون الحديث عن الابتزاز المادي الذي كان يمارسه عليه المحتجزون الثلاثة. وفي السابق، دفعت الوقاحة زوجة العجوز إلى أبعد الحدود لما طلبت مساندة الصحافة المحلية في أبريل 2009 لمساعدتها على جمع تبرعات لصالح ابنتها «التي توفيت بسبب تورم سرطاني في الدماغ»، وهو ما كان مجرد ابتكار من وحي دماغها المريض!