سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
انطلاق الدورة السادسة للمهرجان المتوسطي للحسيمة على إيقاع التنوع الثقافي غاب عنه رئيسه إلياس العمري وغنى فيه سعيد المغربي عن «المغرب» بدل «الوطن العربي»
انطلقت، يوم الاثنين 26 يوليوز الجاري، الدورة السادسة للمهرجان المتوسطي للحسيمة والمنظَّم من طرف جمعية الريف للتضامن والتنمية، وبشراكة مع كل من ولاية وجهة تازة -الحسيمة –تاونات، تحت شعار «تواصل الشعوب... حوار الثقافات»، حيث استُهِلّ اليوم الافتتاحي بكلمة حكيم بنشماس، المراقب العام للمهرجان، نيابة عن إلياس العمري، رئيس المهرجان الذي غاب عن الحضور، لعدم تواجده في الحسيمة، بسبب التزامات وظروف قاهرة لم يفصح عن طبيعتها، حيث أكد بنشماس، العضو القيادي في حزب الأصالة والمعاصرة وعضو جمعية «أريد» المنظِّمة للمهرجان، في كلمته بالمناسبة، على فلسفة تنظيم مثل هذه التظاهرات والإصرار على الاستمرار في ذلك إلى أن يتبلور المهرجان في نسخته الحالية وفي دورته السادسة، مجسدا الهدف الأساسي من هذا العمل والمتمثِّل في تحقيق التنمية للمنطقة وأبنائها والتي «لن تنجح أي مبادرة دون مساندتهم لها ومشاركتهم فيها». فيما ركزت كلمة الإعلامي عبد الصمد بن الشريف، مدير المهرجان، على اعتبار هذا الأخير بمثابة رسالة لترسيخ قيمة التنوع الثقافي بين الشعوب التي احتضنتها منطقة الريف، عبر حقب وعصور، فإطلاق المهرجان، وفق منظِّميه، «لم يكن عملية اعتباطية أو مجرد رغبة غير مفكَّر فيها لتمكين المنطقة من مهرجان على غرار ما هو موجود في العديد من المدن المغربية، بل خضعت المسألة لتفكير استراتيجي أخذ بعين الاعتبار كل العناصر والأبعاد التي من الممكن أن تجعل من المهرجان المتوسطي للحسيمة فضاء للفرجة الخلاّقة والاحتفال الجماعي الإيجابي، والتنوع الثقافي واللغوي والتواصل بين الشعوب والحوار بين الثقافات والحضارات، خاصة وأن الحسيمة لؤلؤة المتوسط، تستحق أن تلعب دورا رياديا في هذا المجال يعكس صورة نموذجية للاختلاف والحوار والتثاقف والتنوع والتعدد». ويضيف المنظمون أنهم مقتنعون بأن «الحوار هو الجسر الصلب والمتين لتمرير قيم التسامح وإرساء ثقافة التضامن والتحالف بين الشعوب والثقافات والحضارات، وفي الوقت نفسه، هم متيقنون من أن التنمية الشاملة هي المدخل الحيوي للتغيير والتطوير وأن القرب هو الآلية المثلى للإنصات والتفاعل الإيجابي مع انتظارات سكان المنطقة». وكان الجمهور الحسيمي في أول أيام المهرجان على موعد مع كل من طارق فريح وليلى البراق وفُضيل، ومع «فرقة الفنون الشعبية» المصرية، فيما تميّز اليوم الثاني بحضور «فرقة القدس»، التي أدت عروضا متميزة من الفولكلور الفلسطيني، تلته مشاركة الفنان سعيد المغربي، الذي عبر عن سعادته للحضور إلى الحسيمة ليحاكي تجربة اعتنقت تاريخه كله، «لأغني بعض أغاني زمن صعب في زمن جميل كهذا».. فكانت البداية مع سعيد، الذي حلم يوما ما ب«الثورة الحمراء والمتارس والبندقية»، قبل أن «يستيقظ ويري الواقع بعيون واقعية»، كما فعل أغلب رفاق المرحلة، فكانت البداية مع أغنية «نعم، لن نموت ولكننا سنقتلع القمع من أرضنا»، فأغنية «عبد الكريم الخطابي»، حيث «نهض جيش الثوار فكان جيش الشعب الأول، ونهض الريف الأحمر، و«حرب الشعب لن تُقهَر»، ثم أغنية «ارفعوا الأيادي وهلِّلوا هلِّلوا، ارفعوا الأيادي وزغردوا زغردوا»، والتي غيَّر فيها «للوطن العربي للوطن العربي» ب«للمغرب»، لأن المقام والمكان فرضا تبديل بعض الكلمات، حتى تتناسب وتستجيب لما يريده جمهور ليس جمهور السبعينيات والثمانييات، الذي كان يغني له سعيد في الثانويات والجامعات وفي مكان غير المكان الذي اعتاد أن يداعب فيه عودَه القديم... وكان اختتام اليوم الثاني مع الفنان الأمازيغي الملتزم إيدير، أو حميد شريت كما هو اسمه الحقيقي، والذي رسَّخ مكانة الأغنية الأمازيغية الملتزمة، ببعدها الإنساني.