سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أطر بمكتب التكوين المهني تنتقد سياسة «النفخ في الإحصائيات على حساب الجودة» وعلى حساب صحة المكونين العربي بن الشيخ يستعرض «منجزاته» والوزارة الوصية يصعب عليها التحقق من الأرقام
«ما يهم العربي بن الشيخ هو الإحصائيات ولا تهمه الجودة»، هكذا علقت بعض المصادر المطلعة على الأرقام، التي قدمها مدير مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل العربي بن الشيخ يوم الثلاثاء الماضي خلال الدورة الثامنة ل«ملتقى المهن والتكوين»، بحضور عدد من أعضاء الحكومة وممثلي الهيئات الدبلوماسية وبعض العمال بجهة الدارالبيضاء الكبرى وأعضاء الاتحاد العام لمقاولات المغرب ورؤساء الجمعيات المهنية وممثلي الشغالين وأرباب المقاولات. وأوضحت المصادر ذاتها في اتصال مع «المساء» صباح أمس الجمعة أن ما يهم مدير التكوين المهني هو «النفخ في الإحصائيات ولا تهمه على الإطلاق الجودة». وأضافت المصادر ذاتها «نحن الذين نعمل في ميدان التكوين المهني نعرف الواقع والحقيقة. والحقيقة أن الجودة تتراجع سنة بعد سنة. في السابق كان المدراء يعتمدون مبدأ الجودة بدل الأرقام والإحصائيات، إذ كانت الأعداد تتماشى مع الموارد البشرية للمكتب والميزانية المرصودة له. أما اليوم فنرى أن العدد هو الذي يطغى على الجودة والكيف. فالهدف الأساسي لإدارة المكتب هو اللعب بالإحصائيات وأن تقول حققنا كذا وحققنا كذا»، مشيرة إلى أن المدير الحالي يحاول أن يرفع عدد المتدربين بنفس الميزانية السابقة، وبنفس الأطر والمكونين، وهو الأمر الذي يؤثر على هؤلاء المكونين أنفسهم وصحتهم. والدليل على ذلك، حسب نفس المصادر، هو كثرة الشواهد الطبية التي أصبحت تتهاطل على مكتب التكوين المهني. و من جهته، أكد مصدر مطلع يعمل في وزارة التشغيل أن الوزارة الوصية يصعب عليها التحقق من الأرقام والإحصائيات التي يقدمها مكتب التكوين المهني. وعلل المصدر ذاته هذه الصعوبة بكون الوزارة الوصية ليس لها الوسائل من أجل التحقق من مدى مطابقة تلك الأرقام للواقع، على اعتبار أن العربي بن الشيخ يكلف أشخاصا يحظون بثقته للقيام بالإحصائيات. وكان مدير التكوين المهني قد قدم حصيلة «منجزاته» أمام المسؤولين بالدارالبيضاء يوم الثلاثاء الماضي، إذ أكد أن مكتب التكوين المهني سهر على تكوين 80 في المائة من المستخدمين في قطاع الأوفشورينغ، بفضل شبكة من خمس مؤسسات قطاعية، فضلا عن تشييد أربعة معاهد بمحاذاة مناطق الأوفشور بكل من سلا وفاس وتطوان ووجدة. وفيما يتعلق بصناعة معدات الطائرات، ذكر العربي بن الشيخ أن 70 في المائة من 7000 عامل في هذا القطاع من خريجي معاهد التكوين المهني، وأن المكتب بصدد إنجاز معهد لمهن صناعة معدات الطيران واللوجستيك المتعلقة بالمطارات بالنواصر. أما بالنسبة للصناعات الغذائية، فأشار المدير إلى إحداث ثلاثة معاهد قطاعية بكل من مكناس وأكادير وبركان، بالإضافة إلى معهد للتكوين في التقنيات الفلاحية ببوقنادل، بشراكة مع مؤسسة محمد الخامس للتضامن. كما سيحدث المكتب مركبا للتكوين المهني بفكيك، موجها لتثمين زراعة وتحويل التمور بتعاون مع وزارة الفلاحة والصيد البحري، مواكبة منه لمخطط المغرب الأخضر. وأشار العربي بن الشيخ إلى أن المكتب تبنى «إستراتيجية غير مسبوقة لمواجهة النمو الاستثنائي لحاجيات قطاع البناء والأشغال العمومية من اليد العاملة المؤهلة، حيث ارتفع عدد المكونين إلى 40.000، مما يمثل 19 في المائة من الجهاز التكويني الإجمالي». وسيعزز هذا القطاع بإحداث أربعة معاهد جديدة بمدن سطاتوالدارالبيضاء والرشيدية وتطوان. وهكذا، سيكون بإمكان المكتب تلبية الحاجيات، التي حددتها «دراسة الحاجيات من الموارد البشرية في أفق 2013 في 170.000 مكون».