وجهت جمعية «أجراس للثقافة والفنون الشعبية»، التي تنظم مهرجان الطقطوقة الجبلية في طنجة، انتقادات لاذعة لعمدة المدينة، سمير عبد المولى، الذي قالت إنه رفض دعم المهرجان، في الوقت الذي يدعم مهرجانات أخرى تُنظَّم في المدينة خلال فصل الصيف. وقال رئيس الجمعية، عبد العزيز ثابت، إنه كان سيعلن عن إلغاء الدورة الرابعة من المهرجان في آخر لحظة، بسبب قطع المجلس البلدي دعم المهرجان، والذي كان يتكفل عادة بالتغذية والمبيت بالنسبة إلى الضيوف القادمين من مناطق مختلفة من المغرب لمتابعة فعاليات المهرجان، غير أن بعض الغيورين، على حد قول ثابت، هم من بذلوا تضحيات مضاعفة من أجل تنظيم هذه الدورة. ويضيف رئيس الجمعية أنه عقد لقاءات عديدة مع عمدة المدينة، الذي طلب تغيير بعض بنود الاتفاقية التي تربط الجمعية مع المجلس، حتى يتمكن من الحصول على الدعم، لكنْ رغم تغيير بنود هذه الاتفاقية فإن المهرجان لم يحصل على الدعم الذي ظل يمنح له طيلة الثلاث سنوات الماضية، بفعل الاتفاقية الموقعة بين الطرفين. وأوضح عبد العزيز ثابت أن رفض العمدة لملف دعم الجمعية جاء قبل أسبوع من انطلاق المهرجان، وهو ما تسبب لهم في ارتباك كبير جعلهم يفكرون في حلول سريعة من أجل إنقاذ الموقف، خصوصا مع ضيوف المهرجان الذين أصبح مقامهم في طنجة شبه مستحيل، ما دام المجلس الذي كان يتكفل عادة بالمبيت قد امتنع خلال هذه الدورة عن إعطاء الدعم. واستغرب ثابت تصرفَ العمدة عندما قال له في أحد اللقاءات التي جمعته به إنه «سيجتمع بالمكتب المسير وسوف يتحدث معهم ليجمعوا له بعض المال». وقد اعتبر ثابت أن هذا الكلام يحط من كرامة الجمعية التي تتعامل مع المجلس كهيئة لها اتفاقية تربطها معه، مضيفا أنه لم يطلب من العمدة دعم المهرجان من ماله الخاص، بل إن الدعم هو «حق الجمعية لدى المجلس، بحكم الاتفاقية الموقعة بينهما». ورفض نائب مدير شركة معروفة بدعم جميع المهرجانات التي تقام في مدينة طنجة، منحَ الدعم لمهرجان الطقطوقة الجبلية، وقال ثابت، الذي رفض الكشف عن اسم الشركة، إن المسؤول الثاني في الشركة رفض منح الدعم وقال له إنه «ليست هناك تقاطعات بين شركته وبين مهرجان الطقطوقة الجبلية». واضطر المنظمون إلى اكتراء بعض المنازل والإقامات ليقيم فيها ضيوف مهرجان الطقطوقة، كما اضطروا إلى الاستغناء عن عروض مجموعة من الفرق الموسيقية، نظرا إلى الضائقة المالية، حيث كان من المفروض أن تشارك فرقة موسيقية من فلسطين في مهرجان الطقطوقة الجبلية. وحتى قاعة مسرح الحداد، التي تعطى فيها انطلاقة فعاليات المهرجان، اضطر المنظمون إلى اكترائها من المجلس، بعدما كان الأخير يضعها تحت تصرفهم مجانا في السابق، بفعل الاتفاقية. وكان مهرجان الطقطوقة الجبلية، الذي انطلقت فعالياته في بداية الأسبوع الجاري والذي سيستمر إلى غاية اليوم، والذي ينظم تحت شعار «تمازج الثقافات الموسيقية بين ضفتي المتوسط»، قد عرف تكريم فنانَيْن معروفَين في مجال الأغنية الجبلية وهما عبد المالك الأندلسي وبوعلام الصنهاجي، كما تم خلال حفل التكريم تقديم فقرات موسيقية أحياها كل من الفنانة سميرة القادري، حجي السريفي وعبد المالك الأندلسي، بالإضافة إلى فقرات فلكلورية لفرقة «الحصادة». وتميز هذا المهرجان بتنظيم ندوة حول «الثقافة الموسيقية بين ضفتي المتوسط» أطرها عدد من الباحثين في مجال الفنون الشعبية. وكان جمهور مدينة طنجة، طيلة أيام المهرجان، على موعد مع سهرات فنية في «ساحة الأمم» أحيتها فرق موسيقية جبلية، وعلى رأسها مجموعة محمد العروسي، رائد الأغنية الجبلية، إضافة إلى أهازيج وعيطات جبلية تفاعل معها الجمهور بشكل كبير. يُذكَر أن هذا المهرجان، الذي تنظمه جمعية أجراس للتنمية والثقافة والفنون الشعبية، يهدف إلى توسيع دائرة الاهتمام بفن العيطة الجبلية، على اعتبار خصوصيتها في التعبير الموسيقي واللغة والجسد وإبراز اختلافها عن غيرها، ما يعطي التعدد الثقافي معناه الحضاري داخل مجتمع متجانس.