مما هو معلوم أن الأمراض الجلدية تكثر في فصل الصيف. هل تلاحظون توافدا كبيرا لمرضى الأمراض الجلدية خلال هذه الفترة؟ هذا صحيح، مع حلول فصل الصيف يزداد عدد المقبلين على قسم الأمراض الجلدية بسبب ارتفاع درجة الحرارة الذي يكون السبب في ظهور بعض الأمراض، وفي المقابل لا بد من القول بأن في هذه الفترة يسجل تراجع في بعض الأمراض، فالشمس، لا تكون السبب دائما وراء هذه الأمراض، على اعتبار أن بعضها يقترن بفصول أخرى، مثلا فصل الشتاء تظهر فيه أمراض جلدية معينة كالصَدَفة وحب الشباب، والربيع تظهر فيه أمراض جلدية ناتجة عن حساسية الجسم من بعض النباتات، وهو الأمر نفسه الذي يحصل في الفترة الصيفية، حيث تكون بعض الأمراض أكثر انتشارا مع ارتفاع الحرارة، أي أن الشمس تكون مهيجا لها. ما هي أهم هذه الأمراض؟ عندما نتحدث عن الأمراض المرتبطة بالصيف فالأمر هنا يرتبط بالأمراض التعفنية الناتجة عن الطفيليات أو الفيروسات. من الأمراض التي تنتشر بشكل واسع هناك الميكروبات أو الطفيليات التي تظهر على أصابع الرجلين أو اليدين أو هما معا، وهو ما يصطلح عليه عاميا ب«السيبانة»، وقد تكون تحت الإبطين أو تحت الثديين لدى المرأة، والسبب هو أن الماء الذي يظل عالقا بعد الاستحمام أو قد يكون عبارة عن عرق بسبب فرط الحرارة، لا يتم تجفيفه بشكل تام مما ينتج عنه احتكاك و«تخمر» وبالتالي حصول شبه «خمج» في موضع من المواضع التي سبق ذكرها. ومن بين الفيروسات «بثور» تظهر في الفم، أو ما يعرف ب«حبة ديال الصهد»، وهي التي تظهر في الفم وهي ناتجة عن التعرض لأشعة الشمس بشكل زائد، هناك أيضا مرض «بوشويكة»، الذي ينتشر بين الأطفال على الخصوص، والذي يظهر بسبب التعرض للشمس والتعب، هناك أيضا مرض «زونا»، وهو عبارة عن حبيبات تكون في الصدر وتظهر في نصف منه فقط وينتج عنها ألم «حْريق»، وسبب كل هذه الأمراض التعرض بشكل مفرط لأشعة الشمس، ونقص في مناعة الإنسان. هناك أيضا «الأكزيما»، وتكون في الرجلين واليدين، وهي تنتج عن ميكروب يدخل ما بين أطراف الرجلين أو اليدين. كما تتسبب أشعة الشمس المفرطة في ظهور بقع سوداء على الوجه، بالإضافة إلى اجتفاف في البشرة، خاصة الوجه. ما هي أهم الاحتياطات التي يجب اتخاذها لتجنب التأثيرات الجانبية للحرارة؟ أهم الاحتياطات هو تجنب التعرض لأشعة الشمس ما بين 11 صباحا والثالثة بعد الظهر، كما أنصح بالاستحمام اليومي باستعمال منظف بدون رائحة، لأن رائحته تزيد من احتمال ظهور أمراض جلدية في الصيف ك«الأكزيما»، كما يجب الحرص على التجفيف التام للماء من الجسم، خاصة بالنسبة إلى من يعانون من وزن زائد، ولممارسي الرياضة اليومية. كما يجب استعمال كريمات واقية من الشمس ومرطبة بالنسبة للبشرة العادية والجافة مع الحرص على ألا تكون هذه الكريمات عشوائية.
كوثر زهيد - اختصاصية في الأمراض الجلدية بقسم الأمراض الجلدية بالمستشفى الجامعي ابن رشد بالبيضاء وأستاذة جامعية بكلية الطب