ستتذكر عائلة المرزوقي طويلا حادثة مقتل ثلاثة أشخاص من أفرادها، بعدما سقطوا الواحد تلو الآخر، أول أمس الخميس، في حفرة للصرف الصحي قضوا فيها نحبهم اختناقا. إذ بمجرد ما سقط أحد العمال الذي جلبته الأسرة لتنظيف الحفرة حتى تبعه رب الأسرة الذي حاول إنقاذه، لكنه فشل في ذلك وغاص في فضلات الواد الحار، مما جعل ابنه يقفز في الحفرة لإنقاذه، لكن دون جدوى. في تلك الأثناء خرج صهر العائلة ليفاجأ بكارثة على وشك الوقوع، فحاول إنقاذ الغرقى، لكنه هو الآخر سيلتحق بلائحة الغارقين في الحفرة، في مشهد أقرب إلى الخيال. عائلة المرزوقي كباقي الأسر الموجودة في دوار «الليل» لا تتوفر إلا على حفرة أمام منزلها لتجميع مخلفات الصرف الصحي، في غياب للبنيات التحتية، وهو ما يجعل سيف الموت مسلطا في كل ثانية على رقاب أفراد هذه الأسر. مصادر من الدوار حكت ل «المساء» تفاصيل الحادث، إذ في حدود الساعة الثانية بعد الظهر جلب أحمد المرزوقي، الذي يعمل تاجرا بالجملة، أحد العمال لتنظيف حفرة الصرف الصحي، فنزل العامل في الحفرة عبر سلم، لكنه أثناء عملية التنظيف أصيب باختناق فسقط في قعر الحفرة، التي يبلغ عمقها أربعة أمتار وقطرها مترا. حاول المرزوقي الأب أن يتدخل لإنقاذ الغريق، فسقط هو الآخر ولحق بالأجير، فتدخل ابنه و بعد ذلك صهره لإنقاذهما، لكنهما لم يفلحا، فلقيا نفس مصير الضحيتين. و كانت النتيجة أن فقدت الأسرة ثلاثة من أفرادها، إضافة إلى العامل في أقل من ثلاث ساعات. ولولا الألطاف الإلهية لكان مصير أحد أفراد الوقاية المدنية، التي تدخلت لانتشال الجثث، شبيها بمصير الذين ابتلعتهم الحفرة. وحسب نفس المصادر، فإن الأشخاص الأربعة الذين ماتوا غرقا هم الأب أحمد المرزوقي، في عقده السادس، وابنه مروان، ذو الستة والعشرين سنة، وصهره، والعامل البالغ من العمر ثلاثين سنة. ويقع دوار «الليل» الذي شهد هذه الحادثة على بعد ثلاثة كيلومترات من مدينة قلعة السراغنة، في تجزئة سكنية أحدثتها السلطات الإقليمية سنة 1989 دون أن تشيد بنيتها التحتية. وفي اتصال ب«المساء»، وصف العياشي فرفار، رئيس جماعة المربوح الدوار ب«الكانتون»، محملا مسؤولية الحادث للسلطات المحلية والمجالس القروية الثلاثة السابقة. ويهدد نفس المصير 405 أسر بدوار»الليل»، مادامت المنازل المشيدة لا تتوفر إلا على حفر أمامها لتجميع مخلفات الصرف الصحي لا تحترم المواصفات التقنية. الأخطر من ذلك أن منازل بكاملها مهددة بالسقوط بسبب تسرب مياه الصرف الصحي أسفلها لوجود شقوق في هذه الحفر. يشار إلى أن دوار «البانكة» الذي تم إدخاله في المجال الحضري تعيش ساكنته نفس المعاناة في غياب تام للبنية التحتية.