خلف كواليس البلاطوهات، تختفي الأسرار والطرائف التي يحجبها مقص المخرج.. ووراء الستائر، تبرز الأعمال وكأنها مرت في أجواء عادية من التناغم بين أداء الممثل ورؤية المخرج، إلا أن الأمور لا تسير دوما كما أريد لها قبل انطلاق التصوير. هذه شهادات لنجوم مغاربة تَحْمِل الكثير من الطرافة التي لا تخلو من مجازفة.. بوحٌ تلقائي لممثلين تَهدَّدهم الموت في كثير من الحالات وأنقذتهم الأقدار، في سبيل أداء مشهد أو إرضاء لفكرة مُخرج.. استرجاع لذكريات ممثلين يعايشون الحمقى والمتسولين والمشردين: ممثلة تلقت العزاء في وفاة ممثل حي.. وأخرى ظنت امرأة أنها متشردة، ومجرم يرفض تصوير عمل في حيه، وممثل كاد يُقتَل... كلُّها ذكريات تؤثث فضاءات التصوير وتُذكِّر الممثل بأنه يعيش في واقع وليس في الخيال... هشام بهلول هو أحد الممثلين الشباب المغاربة الذين اشتغلوا في الأعمال الدرامية العربية الكبيرة، من بينها مسلسل «هولاكو»، رفقة الممثل السوري أيمن زيدان، كما أنه تألق في مسلسل «الكمين»، قبل أن يبصم على حضوره السينمائي الدولي والمغربي بمشاركته في العديد من الأفلام السينمائية الدولية والوطنية، كان آخرُُها فيلما «بحيرتان من دموع» و«موسم المشاوشة»، للمخرج محمد عهد بنسودة. لهشام بهلول ذكريات وطرائف عديدة في المجال الفني. وفي هذا الإطار، قال بهلول، في تصريح سابق ل«المساء»: «أثناء التصوير، نعيش طرائف عديدة وأحداثاً غير منتظَرة وأحيانا تهدد حياة الإنسان.. في هذا الإطار، أتذكر حادثة وقعت لي أثناء تصوير دوري في مسلسل «هولاكو» في سوريا، ففي أحد الأيام كان علينا أن نصور مشاهد تلخص سيناريو 4 صفحات كاملة، وكان علينا، في الوقت ذاته، أن ننهي آخر المشاهد في اليوم نفسه، وأتذكر أنه في لحظة تصوير هروبي من السجن، قرر المخرج أن نصور لحظة الهروب من أربع زوايا مختلفة، إغناءً للمشهد وحتى تكون لديه الصورة متكاملة من جميع الجوانب. في هذا المشهد، كان علي أن أقفز من فوق الصخرة التي تبلّلت من كثرة إعادة المشهد، وهو مما جعلني أسقط في المشهد الرابع فوق رأسي، والأخطر أنني كنت أحمل سيفا.. ولحسن الحظ وللطف الله، أنني أبعدت السيف عن جسمي، لا إراديا. ونتيجة لذلك، وعلى الرغم من إبعاد السيف عن جسمي، فإنني أصبت إصابة بليغة استدعت نقلي إلى المستشفى، لتضميد الجرح الغائر الذي سببته لي السقطة. وبمجرد انتهاء العلاج الأولي، سألني المخرج عن رغبتي في الذهاب إلى الفندق من أجل الاستراحة، على أساس أن يتم تأجيل تصوير المشاهد إلى حين شفائي، فرفضتُ الفكرة وأبديت رغبتي في مواصلة التصوير في الوقت المحدد، لأنني كنت أدرك جيدا رغبتهم في إنهاء التصوير.. والجميل أنه رغم الإصابة الخطيرة التي أصبت بها، فإنني لم أخطئ في نص الحوار الذي كان في أربع صفحات كاملة، عكس أحد الممثلين العرب الكبار الذي كان ينسى الحوار، بشكل أثار قلق المخرج»... ويواصل هشام بهلول النبشَ في ذكريات التصوير بالقول: «من الطرائف التي أحتفظ بها حكاية غريبة وقعت لي أثناء تصوير فيلم «قلوب محترقة»، للمخرج أحمد المعنوني، ففي المشهد الذي كان خليل يحاول أن يمزق كل شيء يذكره بالماضي، من خلال تمزيق صورته، حاولتَ أن أمزّق الصورة، انسجاما مع التصور الذي وضعه المخرج، وبحكم أن الورق كان صلبا للغاية، دخلت قطعة من الزجاج في أحد أصابعي ولم أُبلغ المخرج بذلك، بل واصلتُ أداء مَشاهدي، دون توقف، إلا أنني أصبت في الأصبع الثاني، مما جعلني أسقط أرضا وألتحق بالمستشفى للعلاج، وقرر المخرج تأجيل المشهد إلى حين خضوعي للعلاج»..