لم تكن الإنتاجات التي قدمتها التلفزيونات المغربية بمختلف أجناسها على شاشتها قادرة على أن تنأى بفضاءاتها عن آثار ممارسات السحر والشعوذة التي مست كل مكونات القطب العمومي، ومست بدرجة أخرى بعض الإنتاجات الدرامية والكوميدية، ممارسات أبطالها مدراء، سكرتيرات، ممثلون، مخرجون، منتجون... وجدوا الأمل- أو ظنوا ذلك- أن يكون البخار المتصاعد من المواقد (المجامر) البوصلة السريعة للأحلام البعيدة التي تتصاعد بدورها، واعتقدوا بقدرة التمائم (حروزة) على اختراق العوالم العقلانية، منهم من حلم بالاقتراب من الإدارة، وآخرون حاولوا ويحاولون عبثا أن يطردوا ما اعتبروه نحسا يطاردهم، وفئة ثالثة تشكل المنتجين والمخرجين الذين يحاولون-عبر وسائطهم السحرية- التأثير على أصحاب قرار التأشير على الإنتاجات. حكايات الشعوذة بالقناة الثانية ولقناة عين السبع حكاياتها الخاصة، إذ أسرت مصادر من داخل دوزيم أن مسؤولة بالطابق الرابع ومسؤولة عن الإنتاج يداومان على زيارة «فقيه» في منطقة عين السبع، غايتهما التقرب من الإدارة والحفاظ على «مكاسبهما»، وهما لا تترددان، تضيف المصادر في البحث عن زبناء جدد ل«الفقيه» داخل القناة، ردهما عن كل استفسار فضولي: «راه فقيه واعر ودقتو ما تترجع، راه دقة بّطلة»، الأحاديث عن السحر في دوزيم - تضيف المصادر- لا يمكن عزلها عن مسار سابق ابتدأ مع البدايات وتكرس مع الاشتباه بتعرض نور الدين الصايل أثناء إدارته للقناة الثانية لعملية شعوذة وسحر. ماء أصفر غريب عند الناصري بعيدا عن فضاءات القناتين الوطنيتين، شهدت العديد من الإنتاجات المغربية أعمال شعوذة أو اشتبه في حدوث هذه الأعمال، ظل بعضها من أسرار الماضي، في حين وصل صدى أعمال أخرى إلى الإعلام المغربي، في هذا السياق، أسرت مصادر حضرت كواليس تصوير» نسيب السي عزوز» لسعيد الناصري، عن اشتباه بعض الممثلين- دون أن تتأكد صحة أو خطأ هذه الأخبار- في حدوث أعمال شعوذة، إذ تحدثت المصادر ذاتها عن ماء ملوث يميل إلى الاصفرار كان يرش باستمرار أمام بلاطو التصوير، وهذا ما جعل العديد من التقنيين التابعين ل»دوزيم» ينددون بهذه الممارسات التي اعتبروها مقترنة بالشعوذة. الجاوي وصلبان يثيران القلق في «الغريب» تناقلت يومية مغربية قبل أشهر، نقلا عن مصادر مطلعة، انزعاج بعض الممثلين والتقنيين الذين اشتغلوا في مسلسل «الغريب» الذي أخرجته ليلى التريكي للقناة الأولى من بخار قوي كان يصدر باستمرار عن مواقد (مجامر)، مما جعل البعض يشك في أعمال شعوذة، وذكرت المصادر ذاتها أن هذه العمليات خلقت جوا من القلق داخل بلاطو التصوير، وهددت معها ممثلة شهيرة بتوقيف عملية التصوير خوفا من أي آثار. وفي ظل هذه الأخبار التي لم تتأكد، خرج الممثل محمد مروازي، بطل المسلسل ومنفذ إنتاج المسلسل ليقول- ردا على هذه الاتهامات- إن البخار الذي كان ناجما عن المواقد، هو في الحقيقة: «راه غير الجاوي وصلبان» لجأنا إليه، لأن بخارهما أكثر مقاومة عكس البخار الاصطناعي، فالجاوي وصلبان - حسب تعبيره- لجأ إليهما كبار المخرجين العالميين، واستغرب المروازي من عدم تفريق البعض بين البخار كتقنية وبين الشعوذة.