سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قوات الأمن تداهم منكوبي الفيضانات ودركي يشهر سلاحه في وجه السكان لإخلاء براريكهم مسؤول سلطة يسحب بعنف امرأة حاملا من براكتها والضحايا قضوا ليلتهم في العراء رفقة أطفالهم
داهمت قوات الأمن، أول أمس، تجمعا صفيحيا لمنكوبي الفيضانات في منطقة «سيدي عياش»، جماعة أولاد سلامة، قيادة «عامر» في أحواز القنيطرة، مستعينة بالقوات المساعدة وعناصر من الدرك الملكي والعديد من أعوان السلطة، لمحاصرة سكانه والحيلولة دون احتجاجهم على عملية هدم أكواخهم، التي تعتبرها السلطة عشوائية وغير قانونية. وفوجئ المتضررون، الذين استوطنوا أحد المواقع في الجماعة المذكورة، بعد الأضرار التي لحقت ببراريكهم جراء أولى سيول الفيضانات التي ضربت المنطقة منذ ثلاث سنوات، بالقوات العمومية، مدججة بالهراوات، ومسؤول دركي يحمل سلاحا ناريا، يرهب به السكان ويدعوهم إلى إخلاء المكان، قصد مباشرة تنفيذ قرار هدم بيوتهم الطينية، وإلا تعرضوا لما لا تحمد عقباه، حسب قولهم. ووفق تصريحات الضحايا، بينهم النساء، فإنهم تعرضوا إلى ترهيب من طرف بعض رجال السلطة، الذين ظلوا يهددون كل من حاول اعتراضهم بالاعتقال. ورغم أن إحداهن حامل، يقول شاهد عيان، فإن ذلك لم يشفع لها عند مسؤول سلطة، سحبها من داخل مسكنها الصفيحي، بقوة مبالغ فيها، ووجَّه إليها عبارات تحط من كرامتها الإنسانية، وهو ما تسبب لها في معاناة نفسية مع ألم على مستوى البطن واليد. واضطر بعضهم إلى المبيت في الخلاء، رفقة أبنائهم وزوجاتهم، بعدما عجزوا عن إيجاد مأوى آخر يقيهم قساوة الطبيعة.. وأضاف المتحدثون أنهم راسلوا والي المظالم بشأن ما وصفوه ب«تعسفات وظلم السلطة لهم وتعاملها معهم بطريقة مهينة، وعدم مراعاتها لظروفهم الاجتماعية المزرية»، التي استفحلت، حسبهم، بسبب الفيضانات التي ضربت المنطقة أكثر من مرة. وكانت المنطقة نفسها قد شهدت، خلال الأيام القليلة الماضية، أحداثا وصفت بالمأساوية، بعدما تم اعتقال مسنة تدعى «فاطنة ع.» تجاوز عمرها 85 سنة، بعد اتهامها بالاعتداء على عون سلطة بالحجارة، أثناء مباشرة السلطة المحلية هدم أحد الأكواخ، حيث أدينت قضائيا بثلاثة أشهر حبسا نافذا، في الوقت الذي قرر المواطن «ع. ب» مقاضاة قائد المنطقة، من أجل الضرب والجرح والاحتجاز، بعدما تقدم بشكاية في الموضوع إلى الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف في القنيطرة.