انسحبت عشر جمعيات ممثلة للمجتمع المدني ببوزنيقة من أشغال اللقاء الذي نظمته البلدية، الجمعة الماضي، لدراسة ومناقشة المقترحات المتعلقة بالمجالات الاجتماعية للساكنة المحلية في إطار إعداد المخطط الجماعي التنموي. ورفض ممثلو الجمعيات الاستمرار في ما وصفوه بمهزلة التنمية بالمدينة، مؤكدين في رسالة استنكارية ل«المساء» أنهم يسعون إلى وقف النزيف، والبحث عن تنمية حقيقية مرتبطة بالحفاظ على ممتلكات الجماعة، وليس عبر التفويتات والتخليات التي تنهجها البلدية ويستفيد منها ذوو النفوذ والمقربون من رئيس البلدية. وانتقدوا استهتار المسؤولين الجماعيين بمقترحاتهم التي تنبني على تشخيصات حقيقية لواقع المدينة، وتصب في حل المشاكل العالقة للساكنة والمتعلقة بالتشغيل والسكن والصحة والبيئة... . وجاء في رسالة الجمعيات (جمعية التنمية والمحافظة على البيئة، والمركز الإقليمي للدراسات والتوثيق والإعلام والتواصل، ونادي أسرة التعليم، وجمعية قطوف، وجمعية سليم للبيئة والتنمية، وجمعية ملتقى الأجيال، وجمعية الرقعة الذهبية للشطرنج والتربية، وجمعية الحمامة للمسرح والفنون، ونادي الحسنية للكرة الحديدية، وجمعية إسكان)، الموقعة والمختومة من طرف رؤسائها أنه في الوقت الذي كانت الجمعيات تساهم في إعداد المخطط الجماعي للتنمية المحلية، بشكل فعال وجاد، فوجئت بخبر عقد اجتماع سري بمدينة ابن سليمان، حضره الخليفة الثاني لرئيس البلدية، انتهى بتكليف جمعية أصدقاء بوزنيقة بتنظيم مهرجان صيف بوزنيقة لمدة شهرين، موضحين أن هذه الجمعية سبق أن تلقت انتقادات كبيرة من ساكنة بوزنيقة خلال تنظيمها لمهرجان باهت صيف السنة الماضية، عندما تم تبذير مبلغ مالي بلغ 400 مليون سنتيم(250 مليون سنتيم دعم من البلدية، و150 مليون دعم من ميزانية المجلس الإقليمي بتوصية من وزارة الداخلية). وانتقد الفاعلون الجمعويون الغياب الدائم لرئيس البلدية والمستشار البرلماني بالغرفة الثانية ورئيس إحدى لجنها. وطالبوا بضرورة مشاركتهم في كل تفاصيل الإعداد للمخطط الجماعي للتنمية وإعطائهم أجوبة مقنعة عن تساؤلاتهم واستفساراتهم. وخلصت رسالة الفعاليات الجمعوية إلى ضرورة تفعيل روح الخطابات والتوجيهات الملكية باعتماد مقاربات تشاركية في تدبير الشأن المحلي، وإعطاء الجمعيات المحلية الأولوية في تنظيم المهرجانات والتظاهرات الفنية والثقافية والرياضية بالمدينة، وذلك من خلال تفعيل المادة 14 من الميثاق الجماعي. والتعامل مع ملفات المشاريع التنموية بجدية وإخلاص، ووضع برامجها وفق حاجيات الساكنة الأساسية وليس لصالح ذوي النفوذ والموالين لهم. وبنفس المدينة الشاطئية، لازال سكان الحي الجديد السلام المعروف باسم (الفلوجة) والذي أنجز بضواحي مدينة بوزنيقة منذ أزيد من ست سنوات، في إطار محاربة السكن غير اللائق يعيشون وسط الأزبال والوحل والحفر التي تؤثث أزقة وشوارع الحي، ومنازل تؤوي الماشية والأبقار والدواجن، والحديقة الوحيدة التي كلفت ملايين الدراهم، يستعملها البعض إسطبلات للمواشي، وأنجز فوقها آخرون أفران تقليدية، واحتلت أمتارا منها أسرة تم إقصاؤها من الاستفادة من بقعة أرضية في إطار السكن الاقتصادي، حيث أقام رب المنزل، الذي يعمل (سيكليسا) منزلا صفيحيا فوقها على أمل أن يحظى ببقعة أرضية حرم منها، في الوقت الذي أكد السكان أن العديد ممن استفادوا من البقع الأرضية غير شرعيين، ومنهم شخصيات ميسورة. وبجوار الحي تقبع أرملة رفقة ابنها داخل منزل صفيحي، تنتظر بدورها استرجاع حقها في الاستفادة، بعد أن تم إقصاء زوجها من لائحة المستفيدين، ومات حسرة وألما على التهميش والمهانة التي طالته لفقره المدقع، وبعد أن تلقت وعودا من طرف السلطات المحلية بقرب تمكينها من حقها الضائع. وضحايا آخرون يعدون بالعشرات لم يصمدوا أمام قساوة الطبيعة، فالتجؤوا إلى أهلهم وذويهم ليشاركوهم المسكن والمعيشة، في انتظار أن يصل صوتهم إلى من بإمكانه إنصافهم.