وافقت بلدية الجديدة، في دورة استثنائية خاصة، على تفويت بقعة أرضية من الملك العام الجماعي إلى بوشعيب عمار، رئيس جهة عبدة -دكالة وأحد أثرياء المنطقة، تتواجد في أحد أرقى مناطق التعمير في الجديدة، وتحديدا في «شارع عبد المومن»، بجوار السوق الممتاز «أسيما»، في منطقة معروفة بإيوائها فيلات سكنية راقية. واستنادا إلى وثائق الدورة الاستثنائية لبلدية الجديدة، فإن الأرض موضوع التفويت تمتد على مساحة 693 مترا مربعا، فيما أكدت مصادر من مستشاري البلدية، في تصريح ل«المساء»، أن مسألة تفويت هذه الأرض لبوشعيب عمار جرت برمجتها 3 مرات، دون الإشارة إلى اسم المستفيد، قبل أن يتم إدراج اسم رئيس جهة عبدة دكالة كمستفيد وحيد من هذا التفويت، في آخر دورة استثنائية عُقِدت للغرض ذاته. وفيما أكد الأستاذ حيون، المستشار في بلدية الجديدة، صحة هذه المعلومات، اعتبر في المقابل أن التصويت بالرفض على هذه العملية نابع من كون بلدية الجديدة هي الخاسر الأكبر من هذا التفويت، الذي يتم دون حتى إجراء مبادلة عقارية بين المستفيد والبلدية، في حين شدد أحمد الحموني، مستشار بلدي ومفتش حزب الاستقلال في الجديدة، على أن التفويت جاء تحت ذريعة أن الأرض هي بقايا بقعة أرضية. وأضاف المستشار البلدي أحمد الحموني، في اتصال ل«المساء» به، أن تعريف «بقايا أرض» هي تلك الأرض التي لا تصلح للبناء أو الاستغلال، في حين أن الأرض موضوع التفويت مساحتها 693 مترا مربعا وتتواجد بجانب السوق الممتاز «أسيما» في منطقة آهلة بالفيلات وأن ثمن المتر المربع في المنطقة لا يقل عن 8 آلاف درهم للمتر المربع الواحد. وقد طالب المستشار في بلدية الجديدة أحمد الحموني بإيفاد لجنة تحقيق من وزارة الداخلية للوقوف على ما أسماه «الفضيحة والمهزلة»، مضيفا أن الشخص المستفيد من هذا التفويت شخصية معروفة بتملكها عقارات عدة وليس في حاجة إلى تفويت أرض له هي ملك عام جماعي، وأن الوعاء العقاري البلدي في مدينة الجديدة «يتقلص سنويا، بنسب خطيرة تنذر بكارثة في القريب»، على حد تعبيره. ومعلوم أن الأرض التي وافقت بلدية الجديدة على تفويتها إلى بوشعيب عمار، رئيس جهة عبدة دكالة، يصل ثمن بيعها في السوق العقاري الحالي إلى 550 مليون سنتيم وأنها تجاور مقر سكن المستفيد في «شارع عبد المومن» وأن لجنة داخلية من بلدية الجديدة تنكب حاليا على إعداد كل الوثائق ذات الصلة، من أجل تفويتها له، بعد تقديم ثمن رمزي مقابل ذلك. من جهته، قال عبد الحكيم سجدة، رئيس بلدية الجديدة، في اتصال مع «المساء»، إن تفويت بقعة أرضية بمساحة 693 مترا مربعا أمر جد عادي وجارٍ به العمل، وأن المستفيد هو مواطن عادي أيضا، على حد قوله، وإنه تقدم بطلبه ووافقت البلدية، مبدئيا، على ذلك، مضيفا أن الأرض لا تصلح للبناء أو الاستغلال، حسب قوله.