بكثير من الدموع، أحيا عشاق أسطورة موسيقى البوب العالمي مايكل جاكسون الذكرى الأولى لوفاته، وذلك عندما تجمع المئات منهم أمام بوابة مقبرة «فوريست بارك» بمدينة لوس أنجلس ورقصوا على إيقاع موسيقاه الخالدة. عشاق جاكسون حملوا باقات ضخمة من عباد الشمس ولبسوا أقمصة طبعت عليها صوره وهو يؤدي رقصاته التاريخية في فيديو كليب أغنية Bad ورددوا كلمات أغانيه وهم يذرفون الدموع، وشكلوا صفوفا طويلة كانت تتحرك ببطء شديد تحت أشعة شمس حارقة من أجل أن يتمكنوا من إلقاء نظرة واحدة على باب المقبرة الفخمة التي تضم جثمان المغني الأسطورة. ورغم رحيل مايكل جاكسون قبل سنة، إلا أن وفاته مازالت تشغل بال الأمريكيين الذين يتابعون بشغف كبير «الأسرار» التي تكشف عنها وسائل الإعلام الأمريكية بين الفينة والأخرى. آخر هذه «الأسرار» التي تنبشها المجلات والمواقع الإلكترونية المهتمة بأخبار المشاهير وتصفها وسائل الإعلام الرزينة ب»الجُوس» أو العصير، كانت وجود ما لا يقل عن ثلاثة أطفال آخرين لمايكل جاكسون من نساء مختلفات وإدمانه الغريب على الخضوع لتخدير كامل حتى يستطيع النوم بعدما أعياه السهر لليال طويلة. «أسرار» أخرى كشفت عنها مواقع إلكترونية أخرى أكدت أن مايكل جاكسون كان مثلي الجنس وله علاقات متعددة مع رجال بارزين في مجالي الفن والثقافة في أمريكا، لكن هذه «الأسرار» لم تقلل من حب عشاق مايكل جاكسون له، بل دفعتهم للتعاطف معه والدفاع باستماتة عنه وعن سمعته. هذا الحب الجارف لفن جاكسون والتعاطف الشعبي الكبير معه شجع شركات الماركوتينغ على إعادة تسويق صورته وجني مئات الملايين من الدولارات. فقبل إحياء الذكرى الأولى لوفاته، أغرقت الشركات الضخمة الأسواق الأمريكية بصوره وأقراص موسيقاه والأقمصة المطبوع عليها أشعار أغانيه وحتى دمى بلاستيكية باهظة الثمن تجسده وهو يرتدي سترته الجلدية السوداء الشهيرة وقفازه الفضي اللامع وشعيرات رأسه المتدلية على جبهته وهو منحن على الميكروفون... ولم يخيب الأمريكان آمال شركات التسويق التي تعرف تماما كيف تتحكم في عاداتهم الاستهلاكية، وأقبلوا على شراء كل شيء وأي شيء مطبوع عليه اسم مايكل جاكسون أو صورته، حتى أن أرباح الشركة المسؤولة عن تسويق صورة النجم الراحل أعلنت أن أرباحها خلال هذه السنة فقط فاقت مليار دولار! لكن خلف هذه الصورة الدافئة لحب الجمهور وإخلاصه لمايكل جاكسون تختفي حقيقة مخزية وهي أن أفراد أسرته وعددا من أصدقائه المقربين يخوضون حربا شعواء في ما بينهم أمام محاكم كاليفورنيا للفوز بأكبر قطعة من كعكة دسمة اسمها «إرث» مايكل جاكسون. كل هؤلاء يتنافسون للحصول على قرار قضائي يمنحهم حق احتكار صورة النجم الراحل أو ملابسه أو أملاكه أو حتى صوته من خلال «الدندنات» الموسيقية التي سجلها على أقراص مدمجة وكان يخفيها داخل دولاب ملابسه الشخصي ويحكم إغلاق أبوابه. حتى والده جو جاكسون لم يستطع التحكم في جشعه وحاول مرارا الطعن في وصية مايكل التي حرمته من الميراث ومنحت نصفه لوالدته كاثرين. هذه الأخيرة أصدرت كتابا عنونته ب»لا تقل وداعا أبدا» عشية تخليد وفاة ابنها الأولى، وقالت إن أرباحه ستخصص للمشاريع الخيرية، لكن النسخ الأولى، من الكتاب سُرقت أثناء عملية إرسالها بالبريد وتحول الأمر برمته إلى فضيحة تحاول الشرطة فك ألغازها، فيما تسعى الشركة الناشرة للكتاب لاستغلالها من أجل تحقيق المزيد من الأرباح على حساب نجم عاش محبوبا ومات «منبوذا» وتحول بعد مماته إلى أسطورة «يعبدها» الملايين حول العالم ويسعى أقرباؤه للاغتناء من وراء بيع صورته وأملاكه وحتى صوته!