قالت صحيفة «التليغراف» البريطانية إن سلسلة تلفزيونية جديدة مصغرة تدور حول قصة حياة الرئيس الأمريكي الراحل جون كنيدي يقف وراءها الكاتب اليميني الذي أنتج سلسلة «24» قد أثارت غضب عدد من الليبراليين والمؤرخين الأمريكيين الذين وصفوا العمل بأنه «اغتيال لشخصية كنيدي السياسية»، حيث إن المسلسل يركز على الجنس والفضائح. وحسب الصحيفة البريطانية، فإنه من المقرر أن يتم بث المسلسل على قناة «هيستوري» (التاريخ) الأمريكية. ويذكر أن العمل هو من تأليف جويل سيرناو، وهو سياسي محافظ كان وراء نجاح السلسلة الدرامية العالمية «24» والتي يلعب فيها الممثل كيفر ساذرلاند دور جاك باور، العميل الأمريكي الخاص الذي يقوم بالإيقاع بالإرهابيين. جدير بالذكر أيضا أن قناة «هيستوري» تعرض عادة أفلاما وثائقية وأفلاما مبنية على قصص واقعية. ومن المقرر أن تكون سلسلة «آل كنيدي» التي ستركز على رئاسة جون كنيدي، المشروع الأول من هذا النوع من المسلسلات المصغرة. وقد أُعلن أن الممثلة كاتي هولمز، زوجة النجم توم كروز، ستلعب دور جاكلين كنيدي، في حين سيلعب دور الرئيس كندي الممثل المرشح لنيل الأوسكار غريغ كينير، فيما سيلعب الممثل البريطاني توم ويلكنسون دور الأب المؤسس للعائلة، جوزيف كنيدي. غير أن الصحيفة كشفت أنه وبعد قراءة النسخ الأولى من نص السيناريو، وجه عدد من المؤرخين وحكماء عائلة كنيدي انتقادا لاذعا للسيناريو والسلسلة ككل، حيث يكشف أحد المشاهد المقترَحة في المسلسل أن أحد ضباط الحرس الخاص بالرئيس كنيدي اقترب منه ليتحدث إليه عندما كان يجامع امرأة ليست بزوجته في بركة للسباحة... وفي مشهد آخر، يروي شقيق الرئيس الأمريكي روبرت كنيدي أنه إذا لم يمارس الجنس مع نساء لا يعرفهن كل يومين «فإنه يحس بصداع»... وبعد قراءته لمسودة الأولى لنص السيناريو قال تيد سورنسن، الذي كان مستشارا خاصا للرئيس كنيدي وكاتب خطاباته في البيت الأبيض: «كل حديث دار مع الرئيس في المكتب البيضاوي أو في أي مكان آخر وكنت أنا طرفا فيه، وفقا للنص، لم يحدث أبدا في الواقع»... وقال نايجل هاميلتون، مؤلف كتاب «جون كنيدي: شباب متهور، وسلطة في الرئاسة»: «بصراحة، هذا النص هو مدعاة للسخرية. لماذا تقوم قناة مثل «هيستوري» بتغذية هذا النوع من القمامة؟»... وقد تضمنت نصوص السيناريو الأولي أخطاء واقعية وتاريخية، بما في ذلك الإشارة إلى «اقتراع الخروج» في انتخابات عام 1960 الرئاسية، في حين أن هذا النوع من الاقتراع لم يكن قد ابتُكِر بعد. خطأ تاريخي آخر هو تصوير الرئيس كنيدي وهو يقدم مجموعات السلام «بييس كور» في أبريل 1961 أثناء أزمة خليج الخنازير، في حين أنه فعل ذلك قبل شهر كامل من ذلك التاريخ. وفي مشهد آخر، يظهر كينيدي على أنه هو من خرج بفكرة «جدار برلين»، وهو ما لم يحدث في الواقع. قناة التاريخ تقول إن السيناريو قد خضع للتدقيق من قِبل مؤرخين أمريكيين وإنه صحيح تماما. ويقول ستيفن كورنيش، وهو كاتب سيناريو ليبرالي ديمقراطي، إن السلسلة هي درامية «أكثر منها وثائقية»، وإنها سوف تصور عائلة كنيدي في جانبها «الإنساني»، في حين عزا جزءا كبيرا من غضب الليبراليين على المشروع إلى كون المسلسل من تأليف سيرناو الذي كان من مؤيدي الرئيس جورج بوش. وكان صاحب سلسلة «24» يحظى بشعبية كبيرة في البيت الأبيض في عهد بوش، وقد تعرض لانتقادات من يساريين أمريكيين، لتضمن سلسلته مشاهد لعملاء أمريكيين وهم يستخدمون التعذيب في تحقيقاتهم. وقد قام ريتشارد غرينوالد، وهو صانع أفلام وثائقية ليبرالي، بجمع 50000 توقيع من خلال حملة على الأنترنت سماها «معا لإيقاف حملة التشهير بكنيدي». في حين قال دافيد تالبوت، الكاتب الذي حقق أعلى مبيعات عن كتبه المؤرخة لعائلة كنيدي، إن السيناريو الذي قرأه كان «إلى حد كبير مسلسلا عن الحياة الجنسية لكنيدي» وهو يصور الرئيس كنيدي باعتباره «هاويا سخيفا»، الأمر الذي وصفه بالتشويه لحقيقة شخصية الرجل.