ألقى وليد وخليل، طفلا الراحل عبد العزيز أنوش ضابط الأمن الممتاز، الذي توفي في حادث سير بمدينة العيون، النظرة الأخيرة على جثمان والدهما الذي ووري الثرى، ظهر أول أمس بمقبرة المحمدية مسقط رأسه. ولم يستسغ الطفلان الموت المفاجئ لوالدهما، واعتبر وليد، الابن الأكبر الذي يتابع دراسته بمعهد التكوين المهني بالعيون، أن الحادث مدبر، استهدف والده الذي قضى عشر سنوات في تتبع ومراقبة الانفصاليين بالداخل ومحاربتهم، وحماية وطنه من المفسدين. وأكد في تصريح مقتطف ل«المساء» أنه شخصيا تعرض للتهديد من طرف جهات تسعى للنيل من الوحدة الترابية للمغرب. وعلمت «المساء» أن الراحل أنوش، الذي ولج سلك الشرطة منذ 16 سنة، كان مكلفا بخلية متابعة الانفصاليين بالداخل بمصلحة الشرطة القضائية بالعيون، وكان ليلة الحادث يطارد رفقة زميله الضابط خالد البركة، في حدود الحادية عشر ليلا من يوم الثلاثاء المنصرم، عناصر من الانفصاليين كانوا يوزعون مناشير بحي العودة، حيث عرج الضابط خالد بسيارة الخدمة نوع (لوندروفير 110 بيضاء اللون) في أحد الأزقة، ليفاجئهما سائق سيارة أجرة صغيرة نوع أونو، أرغمهما على الاصطدام به، مما أدى إلى إصابة الضابطين وسائق التاكسي بكسور مختلفة، ونقل المصابون الثلاثة إلى قسم المستعجلات بمستشفى مولاي الحسن بالمهدي، حيث لفظ الضابط أنوش أنفاسه الأخيرة، فيما لازال زميله في حالة غيبوبة بين الحياة والموت، وأصيب سائق التاكسي الصغير بكسور على مستوى الفخذ. وقد ترك الراحل، من مواليد سنة 1968، إلى جانب وليد (19 سنة) وخليل (16 سنة) الذي يتابع دراسته بالثالثة إعدادي، ابنته الصغيرة خولة (12 سنة) تدرس بالأولى إعدادي. وكان معروفا لدى الانفصاليين بلقب(التوحيمة)، التي كانت توجد فوق حاجبه الأيمن. وترأس مراسيم تشييع جنازة الضابط الراحل كل من عبد العزيز دادس عامل عمالة المحمدية ووكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية ورئيس المحكمة ومصطفى الموزوني والي الأمن بجهة الدار البيضاء ورئيس المنطقة الأمنية بالمحمدية، وقائد سرية الدرك الملكي بالمحمدية، كما حضر زملاؤه السابقون والحاليون بالجهاز الأمني بالعيون، تشييع الجنازة، وضمنهم بوشعيب الرميل، الوالي السابق لأمن العيون والنائب السابق له حميد البحري رئيس منطقة أمن الحي الحسني عين الشق. ورئيس المصلحة الإدارية الولائية بالعيون، ورئيس شرطتها القضائية. كما حضر يشي بوحسان العميد المركزي بأمن بن سليمان والقائد السابق للمجموعة الحضرية لأمن مدينة العيون، في الفترة ما بين سنتي 2005 و2008، الذي كان في مقدمة المواجهين للفصائل الموالية للجمهورية الصحراوية الوهمية. وهو العميد الذي سبق وطالب البوليساريو برأسه ، وهددوا بتشريد أسرته المكونة من طفلين وبنتين، عبر مواقعهم وعن طريق رسائل ايس ايم ايس، وتفننوا في التقاط صور له وهو يطاردهم.