عندما تحدثت وسائل الإعلام الإسبانية عن الخلاف الذي نشب بين مدرب المنتخب الإسباني أراغونيس ولاعبه ماركوس، لم ينف أراغونيس الواقعة، ولم يعتبر قيام الصحافة الإسبانية بعملها تشويشا على المنتخب قبل موعد مباراته الحاسمة أمام إيطاليا في ربع نهائي كأس أوروبا التي جرت أمس. لقد اعترف أراغونيس بالواقعة، وقال إنه طوى صفحتها وأنه يركز على مباراة إيطاليا. أما لدينا نحن، فعندما نقلت الصحف المغربية حقيقة ما وقع من خلاف بين الدولي بدر القادوري وجمال فتحي، فإن الأخير اختار الهروب إلى الأمام، بل و«أخرج عينيه» لينفي حدوث الأمر، مع أن كل الوقائع تؤكد ذلك، وبينها التقرير الخاص برحلة المنتخب إلى رواندا الذي أعده رئيس الوفد، ووضعه على طاولة الجنرال حسني بنسليمان رئيس الجامعة. أكثر من ذلك فإن فتحي زاد الطين بلة، واعتبر الأمر تشويشا على المنتخب الوطني قبل مباراته مع رواندا، علما أنه إذا كان هناك من تشويش فهو ذلك الذي قام به فتحي، عندما أصر على أن يتحدث للاعبين في كل مرة عما تنشره وسائل الإعلام من أخبار، بدل أن يضعهم في سياق المباراة والطريقة التي يجب أن تلعب بها العناصر الوطنية لتحقق فوزا عريضا أمام منتخب رواندي لازال يتلمس الطريق. عندما نشب خلاف بين القادوري والزهر قبل مباراة موريطانيا ونقلت تفاصيله الصحف الوطنية، لم يتحدث فتحي وقتها عن التشويش، لأن المنتخب الوطني كان قد حقق فوزا عريضا وفتحي كان منتشيا به، أما بعد مباراة الذهاب أمام رواندا بكيغالي ثم قبل مباراة الإياب بالبيضاء، فإن فتحي كان يبحث عن مشجب يعلق عليه أخطاءه، لذلك تحدث أكثر من مرة عن التشويش، وعن الادعاءات، بل ولم يتردد في استنفار قواته الاحتياطية، لتؤكد أن الأجواء صحية وأن محيط المنتخب سليم. عندما قاد جمال فتحي المنتخب الوطني للشبان لنصف نهائي كأس العالم، صفق المغاربة للرجل، لأن الإنجاز الذي تحقق وقتها كان مهما، لذلك لم يحاسب كثيرا على إقصاء المنتخب من أولمبياد بكين، لأن الجمهور المغربي كان يعرف أن هذا الرجل الذي أخطأ في تدبير تصفيات بكين وهو الذي يتوفر على ترسانة جيدة من اللاعبين، قد منحهم يوما ما لحظة فرح، لذلك غفروا له خطأه. للأسف ففتحي جمال يريد دائما من المتتبعين أن يتعاملوا معه بنفس المنطق، لذلك فقد أثبت في كثير من اللحظات أنه دبر المنتخب الوطني بشكل هاوي، وعمق هوة الخلاف بين اللاعبين بدل أن يردمها، كما لم يكن محترفا في التعامل مع لحظة النهاية، بدليل أنه بدا متشنجا وعصبيا في الندوة الصحفية التي أعقبت مباراة رواندا. لذلك فالخلاصة أن فتحي كان في الفترة التي أشرف فيها على تدريب المنتخب مدربا صغيرا لمنتخب كبير اسمه المغرب.