لم تعد عملية سقي حقول الذرة والخضر والفواكه، باستعمال مياه الواد الحار المتعفنة، عملية سرية تتم داخل حقول مغلقة بضواحي مدينة ابن سليمان، فبعد أن لقيت دعما من طرف بعض المنتخبين وجهات نافذة، ظلت منذ سنوات تعرقل مسار تقارير اللجان المحلية والإقليمية التي وقفت على هول السموم البشرية والحيوانية التي تنتجها الحقول في أفق بيعها في الأسواق الوطنية، اختار أحد الأشخاص الاستثمار في هذه السموم علانية داخل المجال الحضري لمدينة ابن سليمان، وقبالة المستشفى الجديد، الذي لازال مغلقا في وجه الساكنة رغم تدهور وتعفن المستشفى الإقليمي، وفي تحد صارخ للسلطات المحلية والإقليمية ومسؤولي حفظ الصحة والفلاحة، حوَّل أرض قريب له على مساحة حوالي خمسة هكتارات، إلى حقول للذرة والبطاطس وأشجار الزيتون والفواكه، يتم سقيها من مياه الواد الحار غير المعالجة. ولم يتأت ل«المساء» التي زارت الحقول والتقطت صورا مختلفة لهذه المنتوجات السامة، أن تعرج على أجزاء أخرى من هذه الحقول، بعد منعنا من طرف حراس الحقول الذين كانوا في حالة غضب وهيجان وخوف... فقد عجزت السلطات المحلية والإقليمية بابن سليمان عن التصدي لهؤلاء الأشخاص بعين السفيرجلة وعين الشعرة، فرغم تقارير العشرات من اللجان التي حلت بالمنطقة مصحوبة بمكتب حفظ الصحة، والتي وقفت على حقول الخضر والفواكه والذرة، التي تسقى بمياه الوادي المتعفنة، ورغم أن الطبيب الرئيسي لمكتب حفظ الصحة أشرف على تفجير عدة أحواض كان يحدثها أصحاب الحقول لتجميع المياه قبل ضخها، فإن أصحاب الحقول المغلقة في وجه العموم، كانوا يجدون الدعم من بعض المنتخبين من بلدية ابن سليمان، وجهات مجهولة، تعرقل مسار تلك التقارير، وتوهم الجهات المعنية بأن سقي الحقول يتم بمياه بعض الآبار وبعض البرك المائية لمياه الأمطار. فعلى طول أزيد من عشرين كيلومترا تتدفق تلك المياه دون أدنى معالجة من محطة التصفية، لتشكل مصدر معاناة عشرات من الأسر القروية التي تقطن بجوار المجارى، بسبب الروائح الكريهة التي تزكم الأنوف والحشرات التي تكاثرت (خصوصا البعوض). والبرك المائية التي كثرت وتوسعت بسبب كثرة الأمطار التي عرفتها المنطقة خلال الموسم الشتوي الأخير. فالوادي المكشوف الممتد من حي لالة مريم مرورا بمنطقة عين السفيرجلة السياحية والبسابس التابعة لجماعة موالين عين تيزغة، في اتجاه المحيط الأطلسي، أصبح مورد رزق لبعضهم الذين اكتشفوا أن بإمكانهم الاستثمار بمياهه المتعفنة، وكسب أموال من ورائها بالباطل. وكشفت «المساء» أن محطة التصفية الكائنة بضواحي المدينة، لا تستقبل كل مياه الوادي الحار، وأن المشرفين عليها أنجزوا قنوات مغلقة قرب حي لالة مريم لإيصال المياه إلى أحواض المحطة التي انتهت صلاحيتها هذه السنة، يتم بواسطتها استغلال المياه الكافية لسقي كولف المنزه على أساس أن صاحبه يمتلك وحده حق الاستفادة من المياه المعالجة وفق اتفاقية بين صاحب الكولف وبلدية المدينة.