سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
دواوير الصفيح شوهت وجه المدينة بفعل صمت السلطات والهواجس الانتخابية للمسؤولين الجماعيين «دوار جوغو» لا يتوفر على شبكة للصرف الصحي رغم إنشائه منذ أربعين سنة
أكد محمد الدردوري، والي جهة تادلة أزيلال، في لقاء مع الفعاليات الجمعوية والنقابية وممثلي الأحزاب والهيآت السياسية، مؤخرا في بني ملال، أن «مبلغ 300 مليار سنتيم سيجعل مدينة بني ملال تتغلب على الإكراهات التي تواجهها اليوم لتكون في مستوى تطلعات الساكنة»، وأضاف الدردوري، الذي كان يتكلم بمناسبة عرض التشخيص التشاركي ونهاية اللقاءات التي نظمها المجلس البلدي في الخيمات الشعبية في المدينة، في الشهر الماضي، أن هناك «مشاريع كبرى، منها مشاريع خاصة بتأهيل المدينة وتجاوز أزمة الفيضانات والصرف الصحي والماء الصالح للشرب، حيث سيتم تخصيص مبلغ 100 مليار سنتيم لمشاريع ذات صلة، أبرزها قناة كبرى للصرف الصحي ستربط غرب المدينة بشمالها وتنهي الأزمة بنهاية سنة 2015، بعد انتهاء الأشغال في السدود التلية، التي ستمنع الفيضانات عن المدينة سنة 2012». وكشف والي جهة تادلة -أزيلال أن «مدينة بني ملال التي لم تكن نسبة التغطية فيها تبلغ، قبل بضع سنوات، 60 في المائة، ستعرف إنشاء طريق جديد محوري مُحاذٍ للمدار الحضري، بكلفة 20 مليار سنتيم، ومليار و200 مليون سنتيم لإنجاز المدارات وسط المدينة». وفي الجانب الترفيهي والثقافي، أكد الدردوري أن المشروع يتضمن بناء ملعب رياضي بمواصفات الملاعب الدولية، وتحديدا الملاعب البريطانية، حيث يشرف على الدراسة نفس المكتب الذي تولى تصميم ملعب «سان دوني» الفرنسي، وبناء مركب ثقافي كبير، لم تسهم فيه وزارة الثقافة بأي قدر إلى حد الساعة، سيعززه إنشاء مركبات سوسيو ثقافية ومسرح دولي في الهواء الطلق، تتجاوز سعته 4 آلاف متفرج، بالإضافة إلى فندق رياضي ومسبح أولمبي وقاعة مغطاة جديدة. وفي الجانب الاقتصادي، تراهن المدينة على تحويل المنطقة الصناعية إلى قطب اقتصادي، بملايير الدراهم، تضم أسواقاً كبرى انطلقت الأشغال فيها، منها سوق السمك وسوق تجميع الخضر، مستفيدا من وصول الطريق السيار إلى بني ملال، بعد ثلاث سنوات، في انتظار مشروع ربط المدينة بشبكة السكة الحديدية. وفي الجانب البيئي، قال الدردوري إن مشروع تأهيل المدينة سيشمل غرس 140 هكتارا من الزيتون، رمز المدينة، بالإضافة إلى تأهيل حقول وعرصات الزيتون، الممتدة بين متنزَّه «عين أسردون» و«عين تامكنونت»، كاشفا أن «القانون كان يسمح باقتلاع حقول الزيتون والبناء فوقها، وما وقع من مخالفات وأخطاء منذ 50 سنة تتحمل المدينة اليوم نتائجها». ويراهن المسؤولون والمنتخَبون في بني ملال على وعد الملك بالتتبع الشخصي لتأهيل مدينتهم وتحويلها من «قرية كبيرة» إلى مدينة تستحق أن تحمل اسم «عاصمة» للجهة، في أفق الجهوية الموسعة، ويستعد المجلس البلدي للمصادقة على خطة العمل بعد الخيمات التشاورية مع السكان والفعاليات، فهل تكفي 300 مليار سنتيم لتأهيل مدينة تجر خلفها إرثا كبيرا من أخطاء الماضي وتبعاته؟!... دواوير بصفة أحياء وفوضى معمارية على بعد خطوات قليلة من أهم شوارع المدينة، شارع محمد السادس، الذي دشنه الملك قبل سنتين ورافق إنجازَه الكثيرُ من الجدل، من المنتظر أن يعرف طريقه إلى القضاء، بعد عزم المجلس الحالي على مقاضاة الرئيس السابق على التجاوزات والتأخر تقع دواوير سميت، قسرا، «أحياء»، احتفظ بعضها باسم الدوار، فيما كان حظ بعضها أنها سميت أحياء، وأبرز هذه الدواوير دوار «جوغو».. يصف عبد اللطيف، أحد السكان، معاناة الدوار بكونه «دوار أقل ما يقال عنه إنه مهمش وتعيش ساكنته حرمانا مضاعفا، فالحي الذي عمره أكثر من 40 سنة ما يزال، إلى حد الساعة، بدون صرف صحي ويضطر سكانه إلى قضاء حاجاتهم الطبيعية بجوار مساكنهم أو في الأكياس البلاستيكية».. لا يمكن الحديث في دوار «جوغو» عن أزقة منظمة أو بنايات تحترم أدنى شروط المعمار والسلامة، وهو وضع تشارك فيه أحياء عديدة في بني ملال، ففي الحي المجاور «الكعيشية» تحاصر الفيلات الحديثة وتجزئات سكنية مئات المنازل المتراصة والمكدسة بعضها فوق بعض، في أزقة أوسعها لا يتجاوز عرضه المترين.. فيما ترابط بغال مربوطة إلى عربات مجرورة أمام المساكن، في دوار أقرب منه إلى حي، لا يستفيد سكانه مما هو متوفر لغيرهم في الأحياء المجاورة، وهو القاسم المشترَك بين أحياء أخرى، من سوء حظها أنها تكون عرضة للفيضانات.. فوضى معمارية تجمع كل الأحياء التي نبتت دواوير ودور صفيح قبل أن يحولها صمت السلطات وهواجس الانتخابات إلى «أحياء» شوهت معالم المدينة وحولتها إلى «قرية كبيرة»، وحولت حقول الزيتون إلى كتل إسمنتية، في الوقت الذي كان من المنتظَر أن تمتد المدينة على الشريط الجبلي، فيما يستمر إنبات وزرع دواوير تتحول، مع كل انتخابات، إلى أحياء وكتلة ناخبة مهمة.