بالتزامن مع النقاش المثار حول عدم إمكانية نقل التلفزيون المغربي لكأس العالم، نظم عدد من المتضررين من البطائق المهربة الخاصة ب«الجزيرة الرياضية» وقفة احتجاجية أمام مقر أحد مكاتب التوزيع، بعد أن تبين أن بطاقاتهم لم تعد صالحة إثر تغيير «الجزيرة الرياضية» لنظام التشفير من فياكسيس 3.0 إلى 4.0، إذ في الوقت الذي قام فيه الموزع المعتمد بتغيير البطائق بشكل مجاني، وجد الآخرون صعوبات كبيرة في تفعيل بطاقاتهم منتهية الصلاحية. في هذا السياق، علمت «المساء» من مصادر مطلعة بأن مصالح الأمن ستقوم، خلال الأيام القليلة المقبلة، بحملات مكثفة في مجموعة من المقاهي تهم محاربة البطائق المهربة الخاصة بقناة الدفع المشروط «الجزيرة الرياضية» التي تنقل حصريا أطوار منافسات كأس العالم. وعلى علاقة بالموضوع، قامت مصالح الأمن بولاية الدارالبيضاء أمن أنفا، مؤخرا، بشن حملات أمنية على بعض باعة بطائق «الجزيرة الرياضية» المهربة، الهدف منها محاربة ظاهرة القرصنة والتهريب والحفاظ على حقوق شركة التوزيع. وتبعا لذلك، ألقت مصالح الأمن القبض على ثلاثة عناصر بعد شكاية وجهها مكتب الصرف إلى المدير العام للأمن الوطني. وقد جاءت العملية إثر تحريات دقيقة دامت عدة أشهر، ومداهمة قام بها رجال الأمن لمكتب إحدى الشركات، يوجد مقره في الدارالبيضاء، وهو مكتب مكلف بجلب بطائق مهربة وتعبئتها عبر أساليب ملتوية في ليبيا أو أوربا، باستعمال بطائق ائتمان مقرصنة دون حصوله على التراخيص اللازمة. وأشارت المصادر إلى أن تعامل مثل هذه المكاتب، من خلال حسابات بنكية في الخارج، يجعلها خارج القانون وبعيدة عن أية مراقبة، إذ لا تدفع مستحقات وواجبات الجمارك ومكتب الصرف والضرائب التي سنتها الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري.وأكدت التحريات وجود ارتباطات بين هذا المكتب ومكاتب أخرى تنشط في شمال المملكة، ومن المنتظر أن تكشف التحقيقات عن أسماء جديدة متورطة في القضية. وذكرت مصادر أمنية أن حملات أخرى وشيكة ستعرف انطلاقتها مع بداية مباريات كأس العالم الذي تحتضنه دولة جنوب إفريقيا وتنقل أطواره بشكل حصري على قنوات «الجزيرة الرياضية». وأكدت المصادر أن مصالح الأمن والهيئة العليا للاتصال السمعي البصري ومكتب الصرف تابعت جميعها أطوار التحقيقات والحملات عن كثب، ولاسيما أن هذه المكاتب المشبوهة تقوم بالنشاط نفسه، من خلال ابتكار مجموعة من الواجهات المختلفة تمارس عبرها أنشطة تهريب البطائق والتهرب الضريبي.