يتطرق بنيامين شتريت أحد الشركاء الأساسيين في شركة جنرال كونتراكتور المغرب التي كانت وراء فضيحة مشروع المدينةالجديدةبتامسنا، إلى علاقته مع أندريه ديركريكوريان، والأسباب التي أدت إلى فشل الشركة في إتمام المشروع، مؤكدا أن السبب الأساسي في تعثر المشروع يعود بالأساس إلى مشكل مالي، لأن ديركريكوريان كان قد وعد بضخ أموال في الشركة من أجل إنجاز المشروع، لكنه أخل بالوعد وهو الأمر الذي تسبب في صعوبات مالية بالنسبة للشركة، فتم اللجوء في الأخير إلى بيعها لمقاول مغربي... - نبدأ حوارنا بسؤال بسيط وهو من هو بنيامين شتريت؟ لأن هناك من يقول إن لك أكثر من هوية... الأمر بسيط للغاية، أنا مواطن متزوج، يعيش بكل هدوء ويريد أن يعيش بكل هدوء وأمان. أما بالنسبة إلى تعدد الهويات يمكن القول إن القانون الدولي الخاص يخول للشخص أن يحمل هويتين مختلفتين. فأنا في نفس الوقت مغربي وفرنسي. أنا لا أخفي أي شيء وليس لدي ما أخفيه، عندما وصلت إلى فرنسا برفقة والدي سنة 1956، طلبا الحصول على الجنسية الفرنسية، فحسب القانون الدولي الخاص، للشخص الذي يحمل جنسية ما، ويحصل على جنسية أخرى، الحق في أن يغير اسمه. وعندما عدت إلى المغرب سنة 2003، حاولت المطابقة بين الاسمين، أي أن أحمل بنيامين شتريت كما كنت أحمله في فرنسا منذ 40 سنة، غير أن المحامي قال لي إن الأمر معقد، وبالتالي ذهبت إلى الجماعة الحضرية، وأدليت لهم بوثائقي الفرنسية. هذا هو السبب الذي جعلني أتوفر على اسمين، وفي الوثائق التي وقعتها شركة «العمران» تجدون الاسمين معا: بنيامين شتريت وبنشتريت جيمس. هذا كل ما في الأمر، وليس لدي ما أخفيه، وليست هناك هوية أخرى، وليست لدي أية مصلحة في إخفاء أي شيء، لأن الأمور واضحة، أنا رجل شفاف للغاية. - لماذا تركت المغرب سنة 1956؟ لقد تركت المغرب مع أبوي بكل بساطة، حينها كنت حدثا صغيرا، ولكني عدت إلى المغرب سنة 2003. - دخلت المغرب عام 2003، في أي ظروف وملابسات التقيت بالمقاول ديركريكوريان؟ كنت قد عدت إلى المغرب سنة 2003، وأذكر أنه في نهاية تلك السنة شاءت الصدف أن ألتقي بشخص يدعى أندريه دير كريكوريان، الذي كان مدير شركة ديركركوريون GDK، وكان هناك مدير فرنسي يدير الشركة وظل في هذا المنصب إلى حدود نهاية 2004 و2005. ولما التقيت بهذا الشخص، توثقت العلاقة بيننا، وقال لي إن مشروع مارينا بحاجة إلى رأسمال من أجل إتمام الأشغال التي بدأ فيها منذ 2000، ولكن بسبب صعوبات مالية توقفت الأشغال مع نهاية 2002. وافقت على الاقتراح بتقديم الأموال الكافية لإتمام الأشغال، ووقعنا بروتوكول اتفاق. ولكن فيما بعد بدأت تتكشف لي حقائق عن ديركريكوريان. أولى تلك الحقائق أن هذا الشخص لا يوقع أي وثيقة كيفما كان نوعها، كان يعمل دائما من خلف الستار، ويترك مهمة التوقيع دائما للمدير العام للشركة. واكتشفت فيما بعد أن هذه هي طريقته الاعتيادية في العمل. وهي نفس الطريقة التي سيستعملها معي في مشروع تامسنا كما سنرى فيما بعد. يجب التذكير بأن أندريه كريكوريان كان في السابق شريكا لشخص آخر يدعى ألبير ليفي، واتفق معه على الرئاسة بالتناوب سنويا، وتعهد أندريه كريكوريان بإرسال 150 مليون درهم. غير أنه لم يف بهذا الوعد، بل اكتفى بإرسال 8 ملايين وثلاثمائة ألف درهم. ووضع مشروع مارينا في وضعية صعبة، فاضطرت شركة الموانئ إلى منح المشروع لدير كريكوريان من أجل إتمام الأشغال. وهو الأمر الذي لم يحققه. غير أن الشيء الخطير هو قيام دير كريكوريان برفع المساحة في البحر بدون الحصول على ترخيص من الإدارة المغربية، ووصلت المساحة التي احتلها بدون وجه حق إلى 12 هكتارا. وهو الأمر الذي اكتشفته فيما بعد. بعدما تبين لأندريه كريكوريان استحالة استكمال الأشغال التي توقفت عمليا سنة 2004، وكانت على الشركة ديون تبلغ 186 مليون درهم للمزودين، و60 مليونا للأبناك. وباع مشروع مارينا لصندوق الإيداع والتدبير. لماذا؟ لعدم توفر الأموال، ولكن المفارقة أنه ربح أموالا كبيرة من هذه الصفقة، لم يكمل الأشغال وربح أموالا طائلة. وبلغت قيمة الصفقة 350 مليون درهم. - تتهم بأنك اختلست الأموال أو جزءا من الأموال في مشروع مارينا؟ كيف يمكن أن أختلس الأموال وأنا لم أكن أتوفر على أية سلطة في هذا المشروع، أنا بالفعل تقدمت في المشروع بأموالي.لكنني لم أكن أتوفر على أية سلطة أو أي توقيع، وأتوفر على وثيقة تعطي السلطة الكاملة لأندريه كريكوريان من أجل إكمال الصفقة مع صندوق الإيداع والتدبير. عندما يتعلق الأمر بجني الأرباح والأموال، يتدخل أندريه كريكوريان. لا أتوفر في مشروع مارينا الدارالبيضاء على أية سلطة أو توقيع، لأني لم أكن مديرا عاما، بل إني دخلت إلى المشروع بأموالي، على أمل إتمام مارينا. ولم أحصل على توكيل عام إلا يوم 11 يونيو 2005، أي بعد حصوله على شيك من صندوق الإيداع والتدبير الموقع بتاريخ 31 يناير 2005. كيف يمكن أن أختلس الأموال وأنا لا أمتلك السلطة. من السهولة بما كان اتهام الناس، ويمكن أن أشير إلى أن ألبير ليفي ربح قضية بفرنسا ضد أندريه دير كريكوريان ابتدائيا واستئنافيا، ويتعين على الأخير أن يقدم لألبير ليفي 150 مليون درهم. إنه يدعى بأنني اختلست أموالا من مشروع مرينا الدارالبيضاء, ليجبنا إذن السيد ديركريكوريان عن مصير 30 مليون درهم كمبلغ من المفروض ان يؤديه له صندوق الإيداع والتدبير كإتمام لمبلغ بيع المشروع, أي كزيادة عن مبلغ 350 مليون درهم، أين ذهب مبلغ 30 مليون درهم، الذي لم يشر إليه في بيان حساب الشركة، بعد ذلك ليجبنا عن هذا السؤال السيد ديركريكوريان، وليس بيده إلا جوابا واحدا وهو تهريب الأموال أو التهرب من الضرائب, والدليل أنه، أي السيد ديركريكوريان، موضوع مراجعات ضرائبية بلغت 150 مليون درهم من هو الأسوأ إذن هو أم أنا. هناك حكاية أخرى، لابد من روايتها في هذا الصدد، وهو الخلاف بين اكديرة وأندريه كريكوريان. فقد عبر هذا الأخير لاكديرة عن أن الصيد يستهويه، وإنه يرغب في الدخول معه في شركته المتخصصة في الصيد، ومقابل هذا الأمر، تعهد أندريه ديركريكوريان بإرسال 50 مليون درهم، ولكنه لم يرسل الأموال المتفق عليها، ووضع الشركة في وضعية مالية حرجة، وقامت شركة من صندوق الضمان caisse de garantie التي كانت لها اتفاقات مع ديركريكوريان، برفع دعوى ضد هذا الأخير بفرنسا، وكذلك فعل اكديرة. وربحا القضيتين ابتدائيا واستئنافيا. فصندوق الضمان ربح 170 مليون درهم، واكديرة 30 مليون درهم كتعويض عن الخسائر. ماذا فعل ديركريكوريان بعد ذلك؟ الشركة التي كانت في حالة صعبة، بدأت في مرحلة التصفية القضائية، قدم ديركريكوريان اقتراحا إلى المحكمة يقضي بشراء الشركة ب20 مليون درهم !. - هل شركة العمران كانت تعرف الصعوبات وهذه المعطيات عن ديركريكوريان قبل التوقيع معه على القيام بمشاريع بالمدينةالجديدةتامسنا؟ لا، لا أعتقد ذلك، كانت هناك أشياء تخفى حتى عني. تعلمون أن ديركريكوريان كشخص يبدو ودودا ومحبوبا، ولا تثير هيئته أي شكوك أو ريبة. ربما هي طريقته لخلب ألباب الناس. - عندما تثار فضيحة تامسنا، يثار دائما اسمكم، لماذا في نظركم هذا الربط الدائم بين اسمكم وتلك الفضيحة؟ بطبيعة الحال، فأنا كنت في الميدان طوال الوقت، فقد كنت رجل الميدان، رجل الاحتكاك اليومي مع الشركات والممولين والمسؤولين,وبطبيعة الحال لم يكن كذلك ديركريكوريان لأنه يريد أن يعمل في الخفاء ويكون الرابح في الأخير. بالنسبة إلى مسألة أن ديركريكوريان لم يكن يعلم بكل ما يجري في مشروع تامسنا الذي كانت تشرف عليه شركة جنرال كونتراكتور المغرب, في الحقيقة هذه مغالطة كبرى. فأندريه دير كريكوريان كان يقيم ثلاثة إلى أربعة أيام كل خمسة عشر يوما بمدينة الدارالبيضاء فيكن لا يعلم بكل ما يجري بالمشروع؟ هل يعقل أن رجل أعمال بهذا الحجم لا يدري ما يجري داخل شركته؟ ثم لماذا يأتي كل 15 يوما إلى المغرب؟ وبالتالي فهو كان على علم بكل ما يدور ويجري بمشروع تامسنا. لم يقدم على إزالة الوكالة التي كان قد منحها لي، عندما أراد تهييء ضربته، إن الوكالة التي منحها لي هي في الواقع نسخة طبق الأصل للوكالة التي منحها للمدير السابق لمشروع مارينا الدارالبيضاء، والتي تم إنجازها من قبل نفس الموثق بمدينة برشيد. كان ديركريكوريان يشارك معي دائما في كل اللقاءات مع شركة العمران، وكذا مدام مراني والسيد كورادي. وكنا نتغدى كل 15 يوما مع مسؤولي العمران الذين هم، وهذه شهادة حقيقة أقولها، أشخاص جديون ومسؤولون ومحبوبون، شركة العمران قامت بعملها كما يجب. - ماذا وقع بعد ذلك؟ الحقيقة هو أن ديركريكوريان بعد الاتفاق مع شركة «العمران» وتوقيع الاتفاقيات من أجل إنجاز المشاريع المبرمجة لدى شركة جنرال كونتراكتور المغرب، التزم بضخ الأموال من أجل تحقيق تلك الاتفاقات. ولكن لم يفعل ذلك مثلما فعل في المشاريع الأخرى. يعد بضخ الأموال ولا يفي بالوعد، هذه طريقته في كل المشاريع التي دخل فيها ديركريكوريان. لم أكن أعلم عن هذا الشخص أي شيء. كنت أعرف عنه أنه رجل الكازينوهات في دول أوربا الشرقيةوفرنسا وغيرها من الدول الأوربية. عرفته في المغرب رجلا ودودا لطيفا. عندما أسسنا شركة جنرال كونتراكتور المغرب، قمنا بالتوقيع على الاتفاقات مع شركة العمران تحت إمرته وبمواقفته، لأنه من غير المعقول أن أقدم على أي عمل بدون علمه ومعرفته. الاتفاق داخل الشركة كان يقضي بأن نعمل ونطور العمل، فيما يقوم أندريه كريكوريان بضخ الأموال اللازمة ورفع الرأسمال. كان رأسمال الشركة يتكون من 42.5 في المائة لكريكوريان و42.5 في المائة لشتريت و15 في المائة لفاطمة الزهراء المراني التي تخلت فيما بعد عن أسهمها في الشركة بشكل قانوني. إن السيد ديركريكوريان يكذب عندما يصرح بانه دفع في الحساب الجاري لشركة جنيرال كونتراكتور المغرب 100 مليون درهم وفي الحقيقة وكعادته في مشروع مارينا وغيرها لم يدفع سوى 50 مليون درهم سنة 2006 وسحب من نفس المبلغ 40 مليون درهم سنة 2007 الشيئ الذي يدفع بشركة جنيرال كونتراكتور الى السقوط في صعوبات مالية، وهي التي فجرت إشكالية تمسنا ككل، لأن مشكل جنيرال كونتراكتور كان مشكلا ماليا لا غير, وأساس هذا المشكل هو تصرف السيد ديركريكوريان، لأنه لو وضع ما وعد به، كنا على يقين بأن الشركة كانت ستعطي الأحسن في ميدان العقار, لكن بتصرفه هذا دفع بالشركة إلى الانتحار، ولم يكن بيدي ما أفعله لأنه حتى الابناك مع بداية الأزمة الاقتصادية العالمية رفضت تمويل الشركة. - أنتم متهمون بأنكم عقدتم جمعا عاما وهميا يوم 15 فبراير 2005، وقمتم خلاله بتغيير رأسمال الشركة إذ عمدتم إلى بيع أسهمكم إلى شركة أنترناسيونال إنفيست التي تملكها حرمكم... (مقاطعا) أتوفر على كل الوثائق التي تؤكد أن الأمور تمت بشكل قانوني وعلني. إن شركة «العمران» وافقت على هذا التغيير. وهذا أمر بديهي للغاية، لأنه لا يمكن القيام بهذا الأمر بدون الحصول على موافقتها. إن الأمور تمت بشكل قانوني, وما يروج هي أكاذيب أشخاص لا يبتغون إلا إلحاق الأذى بالآخرين. هناك وثائق رسمية تتعلق بهذا الموضوع تحمل توقيع الشريكين الآخرين، أعتقد أنكم تفاجأتم بالوثائق التي بحوزتي، أما شركة «العمران» فلم تعترض، وتمت الأمور كلها بموافقتها. - كنتم ملزمين كشركة، وفق الاتفاقات المبرمة مع شركة «العمران» بأن تسلموا الشقق إلى أصحابها في آجال ومواقيت محددة, ما هو السبب الذي أدى إلى مثل هذا التأخر؟ ويقال أيضا بأنكم قمتم بالاستحواذ على الأموال التي تم تسبيقها من قبل زبائن الشركة؟ ما وقع فيما بعد أني تخليت عن أسهمي لديركريكوريان سنة 2009، لأننا لم نكن على توافق وتفاهم. كنت أرغب في الاستمرار في العمل في هذا المشروع، لأنه كان بمثابة ابني، ومعلوم أن الأب لا يمكنه أن يتخلى عن ابنه، ولكني كنت مكرها على مغادرة الشركة والتخلي عن المشروع الذي ساهمت فيه بمجهودي منذ البداية، بعدما تبين لنا أن الأبناك لم ترغب في مواكبة المشروع معنا، وهذا أمر طبيعي، لأن أندريه ديركريكوريان لم يقدم الأموال التي كان قد وعد بضخها في المشروع. ومنذ تلك اللحظة، وجدت نفسي محاصرا ومغلول اليدين. إن المشكل الأساسي والرئيسي في مشروع تامسنا ليس إلا مشكل أموال لا أقل ولا أكثر، وهو الأمر الذي سبب التأخر في تقديم الشقق إلى أصحابها. لاحظوا أن الشركة بعد أن اشتراها فتح الله برادة أخذت طريقها الطبيعي، وبدأ في تسليم الشقق. أما التسبيقات التي دفعها الأشخاص من أجل الحصول على شقق في المشروع، فإنها ظلت محفوظة ومصانة. أعترف بأني ارتكبت أخطاء، وهذا أمر طبيعي، التأخر في تسليم الشقق هو أمر عادي ومألوف في مثل هذه المشاريع العقارية، ولكني لا أفهم لماذا كل هذه الضجة الإعلامية التي همت فقط مشروع تامسنا الذي أشرفت عليه شركة جنرال كونتراكتور المغرب. ثم من استفاد من ثمن بيع الشركة إلى فتح الله برادة وشركائه؟ لقد استفاد منه أندريه ديركريكوريان، أما أنا فحصلت على ما كل ما استثمرت. عندما أعلنت التخلي عن أسهمي في الشركة، قال إنه ليست له أية اعتراضات أو ملاحظات أو اختلالات خلال تسييري السابق للشركة، وهناك وثائق وبيانات حصيلة الشركة تؤكد ذلك. أما إلغاء التوكيل الذي منح لي، فكان الهدف من ذلك هو زعزعة ثقتي. - هل لديك اتصال في الوقت الحالي بديركريكوريان؟ في الحقيقة لا أعرف عنه الآن شيئا، ولا أعرف أين هو. كل ما أعرفه عنه، هو أنه يأتي، كالعادة، مرة كل 15 يوما. أعتقد أنه يحاول بشتى الوسائل أن يشوه صورتي. كل ما أريد قوله هو أني مغربي قح، ولدي مشاريع مهمة أريد أن أحققها فيه، في شهر فبراير الماضي حصلت، عبر القضاء، على حصتي من أسهمي في الشركة (6 ملايين درهم). أنا ليست لدي أية مشاكل مع السلطات المغربية، ولست متابعا في أية قضية، وأنا أدخل وأخرج من المغرب بكل حرية. سأتابع مشاريعي. أما ديركريكوريان فله خلافات مع ليفي واكديرة وصندوق الضمان، ونزاع مع مصالح الضرائب، وغيرها من الملفات.