حظي برنامج "اللغة والثقافة الأم", الذي وضعته المملكة المغربية لفائدة أطفال الجالية المغربية المقيمة ببلجيكا بتقدير خاص, وذلك خلال حفل أقيم أمس الأربعاء ببروكسيل, بحيث أشاد الحضور بهيئة المدرسين المغاربة الذين ساهموا في إنجاح هذا البرنامج التربوي. وشكل هذا الحفل, الذي ترأسه سفير المغرب ببلجيكا واللوكسمبورغ السيد سمير الدهر, مناسبة للقيام بتقييم سنوي لهذا البرنامج الذي حقق نتائج جيدة, وأتاح لمؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج تنظيم رحلات ثقافية لفائدة الأطفال الذين برعوا في تعلم اللغة العربية وثقافة بلدهم الأصلي خلال الموسم الدراسي 2009-2010. وبهذه المناسبة, شدد السيد الدهر على أهمية ميثاق الشراكة الموقع بين وزارة التربية الوطنية ووزارة التعليم الإجباري للجالية الفرنسية ببلجيكا, والذي مكن التلاميذ المنحدرين من المغرب والمقيمين ببلد الإستقبال من تعلم لغة وثقافة بلدهم الأصلي. وأشار السفير المغربي إلى أن برنامج اللغة والثقافة الأم, الذي أطلق في إطار هذا الميثاق يعد نافذة للوقوف على معالم الثراء الثقافي وبرهانا على النجاح. وأضاف أن هذا البرنامج يعد سندا هاما فيما يخص الحفاظ على الهوية والانتماء وترسيخ الثوابت الثقافية, داعيا الأسر لتشجيع أطفالهم على المضي قدما في تعلم اللغة العربية والاهتمام بثقافتهم الأصلية. وفي نفس السياق, ثمن السيد الدهر اتفاق الشراكة الذي صادقت عليه كل من وزارة التربية الوطنية بالمغرب ووزارة التعليم الإجباري للجالية الفرنسية ببلجيكا, معتبرا أن هذا الاتفاق سيتطور وسيتعزز مع مرور السنين. ومن جانبها, أشارت ممثلة وزارة التعليم الإجباري للجالية الفرنسية ببلجيكا, السيدة ماريان تيلو, إلى أن برنامج اللغة والثقافة الأم يعد "برنامجا جيدا يعكس الرهان المرتبط بتلاقح الثقافات". وبعد أن شكرت, باسم وزارتها, المغرب على الحوار الذي انخرط فيه منذ عدة سنين في إطار هذا البرنامج, أشارت المسؤولة البلجيكية إلى أن "ميثاق الشراكة حول اللغة الثقافة الأم يعد مشروعا تربويا وثقافيا يشهد تطورا مضطرادا". وقالت "إننا ننوي مواصلة هذا الحوار المفتوح والغني", منوهة في نفس السياق بدينامية ومهنية الهيئة التعليمية المغربية. من جهة أخرى, أوضح مدير التعاون والتعليم الخاص بوزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي, السيد عبد القادر محمد في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء, أنه, قبل هذا اللقاء, تم عقد جلسة عمل خصصت لتقييم وتتبع مقتضيات ميثاق الشراكة بين القطاعين. وأضاف أنه تم خلال هذا الاجتماع, على الخصوص, تدارس الحاجيات وتعبئة الإمكانيات الكفيلة بتعزيز المكتسبات وتحسين هذا النوع من التدريس. يشار إلى أن ميثاق الشراكة, الذي وقع عليه الجانبان في سنة 2006 ويتجدد كل ثلاث سنوات, أتاح أيضا إطلاق برنامج "اللغة والثقافة الأم", بدعم من مؤسسة الحسن الثاني وبتأطير من قبل سفارة المملكة المغربية ببلجيكا. وبموجب هذا البرنامج, يقدم حوالي 82 مدرسا تابعا لوزارة التربية الوطنية دروسا تعليمية لفائدة أكثر من 7600 طفل مغربي يتراوح سنهم ما بين 5 و14 سنة بمدارس الجالية الفرنسية ببلجيكا.