تضاءلت فرص المغرب لاحتضان نهائيات كأس إفريقيا لكرة القدم، بعد أن أعلن في ياوندي عن استعداد الحكومة الكاميرونية لدعم ترشيح بلد رئيس الاتحاد الإفريقي عيسى حياتو، بعد غياب طويل عن صراع الترشيحات، إذ يعود آخر احتضان لكأس أمم إفريقيا إلى عام 1972، وهو ما شجع الكاميرونيين على دعم مقترح الترشيح. وينضاف إلى الترشيح الكاميروني، ترشيح مماثل للكونغو الديمقراطية، التي شكلت المنافس الأول للمغاربة قبل أن يظهر على خط الانطلاق منافس من العيار الثقيل اسمه الكاميرون الذي يعتبر من المرجعيات الكبرى في مجال الكرة الإفريقية. وكبرت فكرة الترشيح الكاميروني خلال الحفل الرياضي الضخم الذي أقيم بمناسبة مرور خمسة عقود على استقلال هذا البلد الذي ارتبط بكرة القدم. ومن المنتظر أن يشرع روجي ميلا، مستشار الرئاسة في شؤون الكرة، في رسم استراتيجية الترشيح. وإذا كانت المنافسة بين البلدان الثلاثة، المغرب والكونغو الديمقراطية، والكاميرون، ستكون ساخنة، إلا أن كل الحظوظ تميل نحو هذا الأخير، لأربعة اعتبارات أساسية، أولها البنيات التحتية المتوفرة، ومكانة الكرة الكاميرونية في المحفل الإفريقي، ثم انتماء رئيس «الكاف» لمدينة غاروا إحدى أهم الحواضر الكروية في البلد. ومما قلص حظوظ المغرب في سباقه الثلاثي، تنظيم بلد مغاربي اسمه الجماهيرية الليبية، للنهائيات القارية سنة 2013، وهو معطى في غير صالح المغرب، لأن الاتحاد الإفريقي يفضل تنوع الجهات المنظمة. وكان المغرب سباقا إلى إعلان ترشيح نفسه لاحتضان نهائيات كأس إفريقيا، قبل أن تدخل جمهورية الكونغو الديمقراطية على خط التنافس بعدما أعلن وزيرها للشباب والرياضة عن عزم بلاده الترشح لاحتضان هذا الحدث الكروي، إذ قال كلود غابو، وزير الشباب والرياضة من ملعب الشهداء بكينشاسا، إنه سيشكل لجنة. ستكلف بإعداد ملف الترشح وتقديمه للكاف، وهو القرار الذي سانده رئيس الاتحاد الكاميروني، عمري كونستون، في قولة نقلتها الصحافة الإخبارية، «نتوفر على التجهيزات اللازمة لاحتضان النهائيات الإفريقية» . وتراجعت الجارة الجزائر عن مشروع الترشيح، حيث كانت تنوي تنظيم نهائيات 2015 قبل أن تتراجع عن ذلك وتسحب ترشيحها بسبب عدم جاهزيتها. وكان المغرب تقدم رسميا منذ عدة أشهر لاستضافة النسخة الثلاثين لكأس الأمم الإفريقية لكرة القدم لعام 2015، وقال حينها منصف بلخياط، وزير الشباب، إن الوقت قد حان لأن ينظم المغرب كأس الأمم الإفريقية. «نحن مستعدون لاستضافة بطولة كبرى ونملك الحظوظ لذلك. المغرب يلبي جميع المعايير من أجل تنظيم بطولة أمم إفريقيا». للإشارة فالاتحاد الإفريقي لكرة القدم كان قد أعلن عن تعديل تواريخ كأس إفريقيا من السنوات الزوجية إلى السنوات الفردية، حتى لا تتزامن مع كأس العالم. ويواجه الكاف مشكلة أخرى وتتمثل في وصفة إقامة بطولة كأس الأمم خلال عامين متتاليين 2012 في الغابون وغينيا الاستوائية، بشكل مشترك، و2013 في الجماهيرية الليبية، أي أن الفارق الزمني، سنة واحدة، ضئيل جدا.