نظمت جمعية الوحدة والتنوع بمدينة آسا مساء الأحد المنصرم، حفلا لتوزيع أكبر عدد ممكن من(قطبان) الكباب من لحم الإبل على آلاف الأشخاص بساحة محمد السادس التي تحولت إلى ساحة شواء عمومية. وقد كلّف هذا المشروع أربعة ملايين سنتيم من أموال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وحضر الحفل عامل الإقليم الذي نال حظه من الكباب رفقة عدد من المنتخبين ورجال السلطة ورؤساء المصالح. وقام طاقم يتكون من 40 فردا بتحويل لحم جمل يبلغ وزنه 300 كلغ إلى 4500 «قطيب»، حيث تكلف 22 شابا وشابة بشيّه على الطريقة التقليدية باستعمال مشواتين تم صنعهما لهذا الغرض، ويبلغ طول كل واحدة حوالي مترين اثنين، مع استخدام حوالي 60 كلغ من النوع الممتاز من فحم منطقة «لبّيْرات»، والذي تعتبر شجرة الطلح المنتشرة بالمنطقة مادّته الأساسية، ليقوم بعد ذلك 18 شابا بتوزيع الكباب على حوالي 6000 شخص رفقة قطع الخبز التي تجاوز عددها 3500 خبزة من صنع تعاونية «سد تويزكي» النسائية. وفي تساؤل ل«المساء» حول الهدف من وراء هذه الفكرة، قال رئيس الجمعية «مولود بعيك» إنه وعلى غرار طبق أكادير الشهير، وطاجين الحسيمة، وأكبر رغيف بفلسطين، وأكبر صحن حمص في لبنان، وأكبر علم وطني بالداخلة، ارتأينا التفكير في إعداد هذه الأكلة التي تدخل ضمن العادات الغذائية شبه اليومية لدى الأسر الصحراوية، وذلك بهدف لفت الانتباه إلى حاجة إقليم آسا الزاك إلى التنمية ومزيد من الاهتمام. وقال المتحدث ل«المساء» إن ما وقع لنا يشبه كثيرا قصة تلك الفتاة التي لم تعرها ساكنة القرية أي اهتمام، ففكرت في وسيلة تجلب إليها الأنظار، فاهتدت إلى فكرة تحطيم «خابية الماء» الوحيدة بالمسجد، فبدأ جميع المصلين يتساءلون عن صاحب هذا الفعل، لتصبح الفتاة على لسان ساكنة القرية جميعها، وقد تلقينا، يضيف المصدر، عدة اتصالات من داخل المغرب وخارجه تهنئنا على هذه الفكرة. وحسب بعض المتتبعين الذين التقتهم «المساء» في آسا، فإن إعلان الجمعية قبل أسبوعين عن تنظيم يوم خاص بالكباب أعاد إلى أذهان الساكنة هذه العادة الغذائية، وأصبح يوم الكباب المنتظر حديث النساء في تجمعاتهن، والأطفال فيما بينهم، فضلا عن الكبار، وعرفت المحلات المخصصة لبيع اللحوم رواجا ملحوظا، قبل وبعد الحفل، حيث اضطر بعض الآباء إلى شراء اللحم لأبنائه والاحتفال بيوم الكباب داخل المنزل قبل أن يتم الاحتفال به في الساحة العمومية. ولأن إعداد الكباب باستعمال لحم الإبل يحتاج إلى مزجه ب»سنام الإبل» أو ما يعرف ب«ذروة الإبل» وهي بمثابة الشحم، فقد اضطر المنظمون إلى الانتقال يوم الحفل إلى كلميم واقتناء حوالي 20 كلغ إضافية من سنام الجمل، كما اضطر المنظمون إلى الانتقال إلى أسواق الجملة بمدينة إنزكان لجلب ما يزيد عن 4500 من مسامير الكباب، حيث واجهوا صعوبة كبيرة في جمع هذا العدد لأن المسامير غير متوفرة في الأسواق نظرا لكون الإقبال عليها لا يكون إلا أيام عيد الأضحى. وإلى جانب يوم الكباب، عرفت فعاليات الأيام الإشعاعية الأولى المنظمة تحت شعار «ترسيخ القيم وتقوية الشيم»، تنظيم ورشة تطبيقية في الشعر الحساني «الضوابط والقواعد»، وتنظيم الملتقى الأول للشعراء الشباب، إضافة إلى ليلة خاصة بالثقافة الحسانية من شعر وغناء، وليلة أخرى خاصة بالموروث الأمازيغي في المنطقة.