شنت الصحف البريطانية هجوماً حاداً على فابيو كابيلو، المدير الفني للمنتخب الإنجليزي، بعد الكشف عن شراكته مع جهات تجارية في تدشين موقع على شبكة الإنترنت يهدف إلى تقييم مستويات اللاعبين تقنيا خلال مونديال جنوب إفريقيا 2010 تحت مسمى «مؤشر كابيلو»، وأن هذا المؤشر يطرح تساؤلا حول ما إذا كان كابيلو هو نفسه الذي استحق ثقة الإنجليز. ومن المقرر أن يشمل التقييم لاعبي المنتخب الإنجليزي، وهو الأمر الذي ترى الصحافة البريطانية أنه لا يتفق مع مهام كابيلو كمدير فني للمنتخب الإنجليزي يجب عليه التفرغ التام لإدارة شؤون الفريق والحفاظ على الأسرار الفنية، وألا يقدم على مثل هذه الخطوة في مثل هذا التوقيت الحساس نظراً لتأثيرها السلبي على معنويات اللاعبين، وخاصة هؤلاء الذين يتم الكشف عن نقاط ضعفهم وقوتهم مقارنة مع لاعبين آخرين. ورفض كابيلو الإجابة عن تساؤلات الصحافة المتعلقة بهذه القضية خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد للإعلان عن قائمة المنتخب الإنجليزي الأولية تمهيدا للمشاركة في المونديال، إلا أن الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم وعلى لسان رئيسه أبدى غضبه من مشاركة كابيلو في مثل هذا المشروع، نظراً للإحراج الكبير الذي من المتوقع أن يتسبب به الموقع للاعبي المنتخب الإنجليزي، كما أنه مشروع تجاري أطلقته شركة متخصصة في الاستثمار الرياضي والمراهنات بشراكة مع كابيلو. وقالت صحيفة «التايمز» البريطانية إن كابيلو تلقى أوامر مباشرة من الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم بضرورة التركيز الكامل مع المنتخب خلال المونديال، وتأجيل مشروعاته الخاصة وعلى رأسها مشروع «مؤشر كابيلو لتقييم اللاعبين» إلى ما بعد انتهاء المنتخب الإنجليزي من مشاركته المونديالية، خاصة أن فكرة التقييم ترتكز على تحليل أداء كل لاعب عقب كل مباراة في المونديال بساعتين على الأكثر، مما يؤثر سلباً على تركيز المدرب الإيطالي الذي يجب عليه التفرغ التام لمهامه الفنية وعدم العمل مع أي جهة أخرى. وفي سياق متصل أكدت جهات نرويجية سعيها لمقاضاة كابيلو وشريكه الآخر في الموقع الذي تمت تجربته قبل 4 أشهر، ونقلت صحيفة التايمز عن الجهات النرويجية تأكيدها أن فكرة تدشين موقع لتحليل أداء اللاعبين تعود لهم بالدرجة الأولى، وبعد أن تم عرضها على كابيلو في أحد فنادق النرويج 2008 أرجأ اتخاذ قرار بشأن مشاركته في المشروع، الذي قيل في حينها أنه يكلف 800 ألف جنيه إسترليني، ثم قرر على نحو مفاجئ الانفراد بتنفيذ الفكرة هو وشريكه بعيداً عن مصدرها الأصلي.