انتقد وحيد خوجة، الأمين الجهوي لحزب الأصالة والمعاصرة بجهة الدارالبيضاء الكبرى، طريقة اشتغال اللجنة المكلفة بإصلاح أنظمة التقاعد، مشيرا إلى أن التجربة المغربية في مجال التغطية الاجتماعية تتسم بغياب «النظرة الاستراتيجية». وقال خوجة خلال لقاء نظمه حزب الأصالة والمعاصرة بعد زوال أول أمس السبت بالمدينة الجامعية العالمية «مونديا بوليس» بالدارالبيضاء، خصص لدراسة واقع التغطية الاجتماعية والصحية لأصحاب المهن الحرة والحرفيين والعاملين لحسابهم، إن النقاش السائد داخل هذه اللجنة هو نقاش تقني صرف، في حين أن مقاربة «العجز الخطير لأنظمة التقاعد الذي يهدد مستقبل المتقاعدين» يجب أن تكون محكومة برؤية سياسية من خلال طرح شمولي لأنظمة الحماية الاجتماعية بالمغرب. وأشار وحيد خوجة إلى أن 28 في المائة من المغاربة فقط يحصلون على التغطية الصحية، أي ما يقارب 845 501 8 مغربي. ومن جهة أخرى، كشف وحيد خوجة، الذي كان اشتغل لمدة طويلة بالصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، قبل أن ينتقل إلى وزارة التشغيل كاتبا عاما لهذه الوزارة، وفيما بعد أمين مجلس المستشارين، أن 10 في المائة فقط من المغاربة الذين تفوق أعمارهم 60 سنة يحصلون على تقاعد، وهو الأمر الذي اعتبره أمرا خطيرا يتعين إيجاد حل له في المستقبل. وأشار وحيد خوجة إلى أن النموذج الذي يتبعه المغرب فيما يخص التغطية الاجتماعية هو نموذج فرنسي مأخوذ بدوره عن النموذج الألماني، وهو النموذج الذي يتجاهل السكان غير النشيطين ويقصيهم من التغطية الاجتماعية. ودعا المسؤول بحزب الأصالة والمعاصرة بجهة الدارالبيضاء إلى التحلي ب«الشجاعة من أجل الخروج من هذا النموذج»، واستلهام نماذج أخرى مثل النموذج الإنجليزي الذي يعتمد مبدأ المواطنة، أوالنموذج الإسباني، دون أن يعني ذلك، في نظر وحيد خوجة، استنساخ تلك التجارب، وإنما اعتمادها من أجل إبداع نموذج مغربي في التغطية الاجتماعية والصحية. وهذا النموذج لا يمكن بلورته في «غياب تصور سياسي» لدى الحكومة التي مازالت «عروضها متذبذبة» أمام الحاجات الملحة للسكان. وقال خوجة إن التغطية الاجتماعية يجب أن تهم أيضا 27.9 في المائة من السكان النشطين العاملين في المهن الحرة مثل الأطباء والمحامين والمهندسين والصيادلة والحرفيين وغيرهم، أي ما يقارب 000 700 2 مغربي. وجاء في الورقة التقديمية لهذا اللقاء بأن محاولات بذلت في السنوات الأخيرة من أجل إيجاد حل لهذه الإشكالية، غير أنها «لا تزال بعيدة عن إيجاد حلول ناجعة».